الثورة – عبد الحميد غانم:
ما حدث في سجن الثانوية الصناعية بالحسكة من محاولة تنظيم داعش الإرهابي تهريب عناصره من معتقلات “قسد” وتمكن مئات الإرهابيين من الفرار ومزاعم ملاحقة قوات الفصيل الانفصالي المرتزق لأمريكا “قسد” للإرهابيين الفارين تحت غطاء تحليق طيران الاحتلال الأمريكي الذي قصف ودمر مبنى المعهد التقني بالكامل في مدينة الحسكة بذريعة تحصن إرهابيين فارين من سجن الثانوية الصناعية فيه، هو أحداث جديدة في سيناريو الإرهاب الأميركي الطويل.
ففي الوقت الذي فرضت فيه ميليشيا “قسد” العميلة للأميركيين حظراً كلياً على مدينة الحسكة في الأيام الماضية ومنعت الدخول والخروج منها وإليها، استمر التحليق المكثف للطيران المروحي التابع لقوات الاحتلال الأمريكي بالتوازي مع استمرار الاشتباكات في محيط السجن وحيي الزهور وغويران المجاورين بين ميليشيا “قسد” والفارين من عناصر التنظيم الإرهابي من السجن ما أسفر عن مقتل العشرات من الطرفين إضافة إلى استشهاد 6 مواطنين مدنيين.
كل هذه التمثيلية التي تجري بين أطراف غير شرعية وعصابات مسلحة هي للتغطية على نازية الاحتلال الأمريكي وتبرير ممارساته الإرهابية والعدوانية في الجزء المحتل من الجزيرة السورية من نهب للنفط والثروات الاقتصادية السورية وغيرها، وكذلك للتغطية على الممارسات القمعية للميليشيا المرتزقة “قسد” بحق الأهالي من خلال اقتحامها المنازل في حيي غويران والزهور بمساندة الطيران الأمريكي مما أدى إلى نزوح الآلاف من منازلهم باتجاه باقي أحياء المدينة.
ويبدو أن هناك رغبة أميركية بإعطاء فرصة جديدة للتنظيم الإرهابي كي يستكمل دوره التخريبي الذي يبدو أنه لم ينته بعد في سورية والمنطقة وفق المخطط الأمريكي.
هذه الأطراف الشيطانية التي تتكامل في أدوارها الإرهابية مع الاحتلال التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية المسلحة في الشمال الغربي تعطي لأمريكا الحجة والذريعة من أجل استمرار احتلالها وكذلك لنظام اردوغان مواصلة احتلاله لبعض الأجزاء الشمالية تحت عنوان محاربة داعش، كما يعطي لمرتزقة الاحتلال الأمريكي من قسد وغيرها الذريعة لترويع الأهالي وتخويفهم من عودة داعش من أجل وقف مقاومتهم للاحتلال الأمريكي وممارسات قسد القمعية بحق المدنيين.
إن ما يجري في الجزيرة السورية وفي الشمال الغربي من سورية من نازية الاحتلالين الأمريكي والتركي وممارسات وحشية التنظيمات الإرهابية المسلحة الانفصالية يتطلب التحرك العاجل للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة ومنظماتها وكل القوى العالمية الحية لإدانة هذه الجرائم في مجلس الأمن الدولي، ويجب أن يخرج العالم من صمته حتى لا يفسر هذا الصمت كما لو أنه تأييد لتلك الجرائم أو مشاركة فيها، وأن يتحرك لوقفها بالتعاون مع الدولة السورية لإنقاذ الأهالي وحمايتهم من تلك الجرائم الإنسانية ووقف عمليات السلب لنفط سورية وثرواتها وتحرير أراضيها من كل أشكال الاحتلال والعدوان.