الثورة:
* (كلمات الجمال).. نموذج لمقاربة مصطلحات العلم بلغة الأدب..
يخاطب الدكتور سعد الدين كليب في إصداره الجديد “كلمات الجمال” القارئ العام أكثر من المتخصص، لذلك لجأ إلى أسلوب مختلف عن كتبه السابقة لجهة اللغة والأسلوب والمنهجية والخطاب.
ويقدم الكتاب الصادر ضمن سلسلة “قضايا لغوية” عن الهيئة العامة السورية للكتاب إضاءة على الحقل الجمالي بمختلف أركانه وزواياه بأسلوب بعيد عن التعقيد والصرامة.
الناقد كليب يستخدم في هذا الكتاب منهجية علمية تربط بين الكلمات ومدلولاتها بالرغم من التعبير الأدبي فيها، ويظهر ذلك في التحليل والمقارنة بين ما يذهب إليه وبين ما يستشهد به من أدلة شعرية لعباقرة في التاريخ، إضافة إلى الاستقراء والاستنباط باحثاً عن الجمال وقضاياه في الأشعار والأقاويل والأساطير والعادات والتقاليد والأذواق الجمالية.
وبالرغم من التعبير الأدبي الذي نجده في الكتاب إلا أن المؤلف يقارب علم الجمال بلغة أدبية ليصل إلى مكامنه وأثره فينا وإلى العلاقة بين الفن والجمال وبين الجمال والمتعة وبين الفن والحرية.
ويسعى الناقد في كتابه إلى شكل تعبيري أدبي احتضن مجمل الكلمات وتطبيقاتها المنهجية ليخفف من خلالها اللغة الاصطلاحية والصرامة العلمية مستشهداً بما هو جميل وقريب إلى المتلقي.
يذكر أن الدكتور سعد الدين كليب أستاذ الأدب العربي الحديث وعلم الجمال بجامعة حلب، وهو شاعر وناقد وباحث من مؤلفاته “وعي الحداثة” و”دراسات جمالية في الحداثة الشعرية” و”القيمة والخطاب في الشعر الحديث” و”البنية الجمالية في الفكر الإسلامي” وغيرها.
* كتاب عن الفن التشكيلي السوري..
الفن السوري عنوان الكتاب الصادر حديثاً للناقد والفنان التشكيلي طلال معلا باللغتين الإنكليزية والألمانية، ويتناول من خلاله مسيرة الفن التشكيلي في سورية منذ خمسينيات القرن الماضي وصولاً إلى اليوم.
الكتاب الذي صدر عن مؤسسة تقلا الثقافية في ألمانيا قال عنه شوكت تقلا مدير المؤسسة: يأتي هذا الإصدار بغرض المساهمة في التعريف بالفن السوري الحديث والفنانين السوريين في أوروبا حيث تتبع من خلاله الناقد والفنان معلا الخطوط الأساسية لتطور الفن التشكيلي المعاصر في سورية خلال أكثر من سبعين عاماً مع الرسوم والصور التوضيحية المرفقة.
وأوضح تقلا أن النشاطات التي تقوم بها المؤسسة تهدف إلى ترويج الفن السوري المعاصر من خلال إطلاق المسابقة الفنية العام الماضي إلى جانب إنشاء متحف الفن السوري المعاصر في مدينة بريمن بألمانيا.
* الشاعرة أمل المناور تمر (مثل سحابة) في إصدارها الجديد..
المجموعة الشعرية الجديدة (مثل سحابة) للشاعرة أمل المناور اقتصرت على القصيدة الموزونة التي غلب عليها الشطران والالتزام باللغة، وركزت على المواضيع الوطنية والاجتماعية والشوق لمدينة دير الزور مسقط رأس الشاعرة.
في المجموعة تظهر عروس الفرات بشكل أساسي في نصوص كثيرة تعكس تجذرها بهذه الأرض ومدى وفائها لها من خلال أسلوب يقوم على تكثيف العاطفة والموسيقا كما في قصيدة (نبض القلب) “لدير الزور أشواقي بلا حد وآفاق.. فدير الزور نبض القلب دير الزور أحداقي”.
عاطفة الشاعرة تسافر معها حيث نجدها تتحدث عن دمشق بالحميمية ذاتها التي نجدها في نصوصها السابقة لتعبر عن حالات وجدانية عاشتها بأحاديثها مع الصحب والرفاق والأصدقاء، وذلك عبر مجزوءات بحور الشعر كقولها: “والشام عالقة بقلبي.. لا تغادر نبضه ودماءه”.
وليست كل قصائد (مثل سحابة) عاطفة ووجداناً فهي تكتب عن دمشق بوصفها رمزاً وطنياً وحافزاً للنضال وملاذاً للحياة فاختارت البحر البسيط والروي الرقيق ليأتي دفق المشاعر في منظومة تراتبية مكثفة.
وتعود الشاعرة إلى ذكريات الطفولة التي عايشتها على ضفاف الفرات فتستذكر الجمال والأشجار والحياة السعيدة وتحولاتها والبراءة وأثرها فتقول: “يا من توسدت الفرات مخدة فغدا لها سوراً وصار سريراً يا جن فيها الطفولة والصبا أمضيتها وكذا الشباب عبيراً”.
المجموعة التي تقع في 102 صفحة صادرة عن دار توتول للطباعة والنشر والتوزيع وهي ثالث إصدارات المناور بعد (هكذا غنى الفرات) و(لا تكترث بالعابرين).
* رواية (عطر الصندل) جديد الأديب صلاح معاطي..
تنطلق رواية عطر الصندل للأديب صلاح معاطي من قصة حب إلى هموم الإنسان المرتبط بوطنه فتجمع الشأن العام بالخاص لتؤكد أهمية المحبة والوفاء لبناء المجتمعات والأوطان.
ويشير استخدام المؤلف لشجرة الصندل في عنوان روايته إلى عراقة زراعة هذه الشجرة ذات الرائحة الأخاذة والتي تستخدم بكثافة في الطب بأرض السودان وكأنه أراد بذلك ربط الطبيعة بواقع الإنسان اليوم.
بطل الرواية “أبو النجا” رجل مصري من أصول سودانية مر بظروف صعبة ورحل وهجر كثيراً وعاش قصة حب مع فتاة منذ صباه تركت أثراً كبيراً على حياته كلها.
ولكن الحب لا يغدو إلا مفصلاً من عطر الصندل ذلك لأن بطل الرواية ظل يشعر بانتمائه إلى السودان الذي يمر بظروف عصيبة ومحاولات لتجزئته فعاش هاجس الدفاع عن وطنه والتمسك فيه بوجه ما يطوله من مؤامرات.
وتتداعى ذكريات الصبا عند أبو النجا من الأماكن التي عاش فيها وأناس صادقهم، وعندما يسافر إلى السودان بلده الأصلي يظل حنينه قائماً لمصر ولكنه يدرك أن هذه الأرض واحدة يرويها نهر عظيم ربط بين مصائر أبنائها عبر التاريخ.
وتتسع الرواية لتربط الحالة العاطفية بالشأن السياسي ولاسيما مع ذهاب بطلها أبو النجا إلى الخرطوم ثم سفره إلى الجنوب الذي انفصل عن السودان ليبين بأسلوب فني النتائج الوخيمة لتجزئة البلد الواحد فيتسع القحط والجدب ويزداد الفقر ضراوة، كما يظهر أيضاً ما تركته محاولات فصل إقليم دارفور عن الوطن الأم من فقدان الأمان وانتشار الجريمة في هذه البقعة.
الرواية الصادرة عن دار عقل للنشر والدراسة والترجمة يترك معاطي مجال الألم مفتوحاً في خاتمتها ليشد القارئ إلى كل أحداثها وآلامها.
ورغم القضايا الانتمائية في الرواية ظلت سيطرة الكاتب واضحة في تحريك الشخوص وأدوارهم بشكل يثير العاطفة، ويطرح أسئلة كثيرة يأخذهم إلى الإجابة عنها بشكل منطقي.
الرواية التي أصدرتها دار عقل للطباعة والنشر والترجمة في سورية تقع في 176 صفحة من القطع الكبير تعتبر أول رواية عربية طرحت قضية انفصال دارفور، ولفتت إلى مؤثراتها الحالية ومستقبلها على المنطقة.