الثورة – رفاه الدروبي:
افتتحت وزيرة الثقافة الدكتورة ديالا بركات “معرض ترميم المخطوطات” و التي تعتبر نماذج حقيقية تُعرَض لأوَّل مرة في سورية ضمن احتفالية أيام الثقافة السورية، كما كرَّمت ٣٣ من الأدباء والشعراء الكبار أمثال: الدكاترة: “ناديا خوست، حسن حميد، أيمن أبو شعر، نزيه أبو عفش”، ومن لهم إبداعات ثقافية، وخاصة من الشباب واليافعين والأطفال ومنهم الطفلة “جنى أبو فخر” من شاركوا في معرض الكتاب والفعالية في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.
معرض الفخار
الدكتورة بركات أشارت إلى أنَّ معرض الفخار السوري نُظِّم ضمن احتفالية أيام الثقافة السورية، وعدد فعالياتها 240 نشاطاً متنوعاً شمل كلَّ قطاعات الثقافة في القطر، وتعود أهمية المعرض إلى أنَّ الفخار السوري على امتداد الجغرافيا السورية من الألف التاسع قبل الميلاد وحتى 200 سنة خلت، ويتناول مراحل تطور الفخار والتقنيات والمواد المستخدمة بالتلوين والرسومات والزخارف والفكر وإبداع الإنسان السوري، حيث مرت حضارات كثيرة ومواقع مهمة جداً والأدوات كانت تستخدم في الحياة اليومية أولها استخدامات وفق طقوس دينية، ما يدل على تقدم وإبداع من عاش الحياة اليومية. يُعنى، بالحياة والموت وما بعده، وكان لمديرية الآثار والمتاحف دورها في تنظيم المعرض، كما كان لطلاب المرحلة الجامعية السنة الأولى من كلية الآثار حضورٌ مميزٌ وأيادٍ بيضاء.
معرض المخطوطات
ولفتت وزيرة الثقافة إلى أنَّ معرض ترميم المخطوطات في مكتبة الأسد يضمُّ مجموعة من الفنانين يعملون في مجال الترميم، واعتبرته عملاً دقيقاً ومتميزاً جداً، يحتاج إلى خبرة ودقة ووقت طويل وجهد وتانٍّ، وتمَّ استعراض مراحل العمل من بداية صنع الورق والحاجة إلى التلوين ومراحل ترميم مخطوطات أصابها التلف عن طريق الإهمال واستخدام المواد الكيميائية المستعمله اثناء الترميم والتجليد والتغليف وصناعة ورق الملون وكل المراحل، منذ بداية العمل وحتى نهايته، وكتابة الخط المرخَّم، منوهةً إلى تميّز المعرض المنظم لأول مرة في سورية ولابدَّ أن يكون له صدى عن طريق جذب المتدربين والمختصين بالترميم بهدف الحفاظ على التراث وصونه والحفاظ عليه.
حفظ التراث الوثائقي
بدوره مدير مكتبة الأسد الوطنية بدمشق فادي غانم بيَّن أنَّ المكتبات الوطنية على مستوى العالم لها تعريف واحد مهمتها الأساسية حفظ وصيانة وتنظيم وإتاحة التراث الثقافي للبلد، وأنَّها مهمة المكتبة للحفاظ على التراث الثقافي الوثائقي باعتباره ملموساً والمادة الورقية، والجهات الأخرى مسؤولة للحفاظ على التراث المختلف من المادي واللا مادي.
كما أوضح أنَّ مكتبة الأسد الوطنية تتخصص بحفظ التراث الثقافي الوثائقي بأزمان ومضامين المخطوطات من قبل المتخصصين عليها خلال الفترة الأخيرة. إنَّها محتويات المكتبة والمخطوطات في المجالات كافة. عددها 19900 مخطوطة متنوعة في كل المعارف البشرية والعلوم كالطب والصيدلة، وتعمل المكتبة على حمايتها دائماً بالتعقيم الدوري والفحص بين الفينة والأخرى، وتُحفظ ضمن شروط صحية ونظامية، وتعود أزمانها إلى حوالى ١٢٠٠ عام قبل الآن.. وأقدم المخطوطات فيها عمرها حوالى ٣٠٠-٥٠٠ سنة، منوّهاً بصعوبة تأمين المواد لذا لجأت المكتبة لتصنيعها من قبل الخبرات المتخصصة الموجودة فيها، والعمل على إيجاد الحلول، وتأمين الورق والأحبار والأصباغ غير المتوفرة، وتمَّ تصنيعها بطريقة يدوية وصناعة محلية ضمن جدران المكتبة ومخابرها من قبل فريق عمل ذي خبرة لديه بأقل الإمكانات وبأفضل النتائج.
وأكَّد على أنَّ معرض ترميم المخطوطات بنماذج حقيقية يُنظَّم لأول مرة في القطر، ويتمُّ العمل وفق آلية الترميم، من قبل فريق العمل بالمخابر، وعرضها ضمن أيام الثقافة حيث انتقلت المكتبة للتعريف على الخبرات المجهولة في ترميم المخطوطات، والحفاظ على التراث الثقافي الوثائقي لامتياز سورية به ليس على مستوى المنطقة وإنَّما على مستوى العالم.
تقييم التجربة
من جهته الكاتب الدكتور حسن حميد نوَّه بأهمية التكريم بأنَّ الإنسان يعيش من أجل تكريمه من خلال الوزارة البيت الثقافي الكبير المهتم بمخرجات معرض الكتاب، ومن بينها توقيع الأدباء والكتَّاب؛ لكنَّ المبادرة تبعث الحبور في النفس، إضافة إلى إجراء إحصائيات كثيرة من أجل الاستفادة من تجربة المعرض في العام الحالي وتطويره للعام القادم، كما يأتي التكريم لتعريف القرَّاء بالأدباء والكتّاب لأنَّ الكاتب يعاني من عدم وصول الكتاب، وترجمته، وبقائه ضمن الحدود، ويُصحِّح المعادلة المغلوطة تجاهه.