الثورة – رانيا حكمت صقر:
تبرز الفنانة الشابة شهد وسيم كموهبة لامعة في مجال الرسم، فمنذ ست سنوات وهي تغوص في عالم الألوان والظلال، مستعينة بدرجات الرصاص والفحم، وصولاً إلى ألوان الخشب والأكرليك، لترسم أفقاً جديداً من الإبداع الممزوج بالتأمل والتركيز العميق، هي لا ترى في الرسم مجرد هواية بل رحلة تأملية تغمرها بالسكينة والانسجام، تختفي حولها الأصوات والأفكار ليبقى القلم واللوحة فقط، في تجربة فريدة تجمع بين الحرفية والموهبة النقية.
تبدأ شهد في سرد تجربتها الفنية لـ”الثورة” بالقول: إن الرسم بالنسبة إليها ليس مجرد نشاط بل حالة تأملية تتطلب اندماجاً كاملاً مع تفاصيل الملامح والصور التي تتناولها، وتشير إلى أنها حين تجلس بمفردها في غرفتها، وتمسك القلم، تختفي جميع الأصوات والأفكار الخارجية ليبدأ التركيز الخالص على تفاصيل اللوحة التي ترسمها، مما يمنحها متعة خاصة في متابعة نمو العمل الفني حتى يكتمل.
وتعبر عن هذا الاندماج الفني كنوع من رحلة ذاتية تنقلها عبر مراحل تطورها الفني منذ البداية وحتى الآن، مؤكدة ثقتها في قدرتها على تحقيق أحلامها من خلال الرسم، لم تقتصر موهبتها على تقنيات محددة، فقد تنقلت بين استخدام درجات الرصاص في بعض اللوحات، والفحم في أخرى، ثم توسعت لتشمل الألوان الخشبية والأكرليك التي تضفي على أعمالها حيوية وأبعاداً جديدة، ما يعكس مرونة فنية وتجريباً مستمراً، قادراً على التعبير عن مختلف الحالات والأحاسيس، فهي تجمع بين الدقة في التفاصيل واللمسات الحسية التي تأخذ المشاهد في رحلة مرئية نابضة بالحياة.
شاركت الفنانة الشابة في عدة مسابقات فنية محققة إنجازات لافتة، ففي عام 2020 نالت المركز الثالث على مستوى سوريا في أولى مشاركاتها عبر مسابقة “ألوان وأفكار”، التي خاضت غمارها مرة أخرى عام 2023 ما يعكس اعترافاً بموهبتها وبمدى تطورها. في الآونة الأخيرة، انتقلت للتركيز على رسم الشخصيات الكرتونية، مستهدفة المدارس ورياض الأطفال، وترى في هذه الأعمال وسيلة لإثراء خيال الأطفال وتنمية ذوقهم الفني بطريقة مرحة وجذابة.