يوماً بعد آخر تثبت دمشق انتماءها لجذرها الحضاري بمعنى الثقافة الإنسانية التي أبدعتها من أجل الإنسانية جمعاء، والاحتفال هذه الأيام في إذاعة دمشق ماهو إلا استكمال لهذه المسيرة الحضارية السورية عبر التاريخ.
فمن عاصمة الياسمين دمشق لايزال وسيبقى حفيف صوتها راسخاً في ذاكرة المستمعين.. كيف لا وهي منارة الإذاعات التي نحتفل جميعاً بعامها الخامس والسبعين بعد مسيرة حافلة من الإبداع والعطاء والألق.
منذ تأسيسها وهي مدرسة حقيقية لكل من عَمِل بها فكانت خميرة رفدت الأجيال بالعذوبة والحب والجمال.. وحتى يومنا هذا كانت ولاتزال الرائدة في نشر الفكر والثقافة ومواكبة الأحداث..
على مدى تاريخها حمل روادها على عاتقهم نشر الثقافة والإبداع بين جموع الشعب، فكانت البرامج الإذاعية التي لاتزال تعيش في وجدان الناس حتى الآن.. كانت مصدر الترفيه والتثقيف الأول لدى السوريين.. تميزت بأن الكثير من عمالقة الإذاعة السورية حفروا أسماءهم وأصواتهم في أذهان وآذان المستمعين على مر السنين، من خلال تقديم برامج ذات مضامين هادفة ورسائل سامية.
لاشك في أن إذاعة دمشق لعبت عبر الزمن دوراً معرفياً وريادياً على جميع المستويات، وهي تختلف عن بقية الفنون بأنها تطلق العنان لخيال المستمع وفي قدرتها على تناول أصعب القضايا، معتمدة على الصوت أعلى درجات الفن، صحيح أن وسائل التكنولوجيا الحديثة قد أثرت بشكل أو بآخر في الإذاعة إلا أنها حافظت على مكانها وعلى مستمعيها فهي القادرة على التأثير وتشكيل الوعي الثقافي والتربوي..
اليوم وغداً سنبقى مخلصين لهذه الإذاعة ولروادها: حكمت محسن وتيسير السعدي، وفهد كعيكاتي وغيرهم الكثير الكثير … فهذه الإذاعة تجسيد حقيقي لروح الإعلام الوطني الفاعل والمسؤول بوصفها صوت الوطن ورسالته إلى التنمية والازدهار والتطور وتعزيز الهوية والانتماء.
رؤية – عمار النعمة