هي ورقة التوت تسقط من جديد لتكشف عورات رئيس النظام التركي رجب أردوغان، فلا شعاراته الإنسانية قد تجديه نفعاً، ولا تباكيه المزعوم، ودموعه الهوليوودية قد تنفعه، ولا كل استعراضاته الإعلامية الخلبية قد تغير من صورته الحقيقية التي لطالما سعى إلى التعتيم عليها بمساحيق ادعاءاته “التحريرية والثورجية”.
وإلا ما معنى أن يحل رئيس كيان العدو الصهيوني ضيفاً على أردوغان خلال الأيام القادمة حسبما أكدته الأنباء الواردة، مع العلم أنه سوف يُستقبل رسمياً كرئيس للكيان الإسرائيلي، وهو مجرم حرب، فما الذي نفهمه من ذلك؟!.
لطالما امتهن اللص أردوغان اللعب على المتناقضات، والتأرجح على حبال التزييف والتدليس، والقول بشيء والإتيان بنقيضه، فأردوغان الذي انسحب من مؤتمر دافوس الاقتصادي بعد مشادة كلامية مع شيمون بيريز، والذي صدع رؤوسنا بتنظيراته وهو يتحدث عن حق الشعب الفلسطيني في الحياة والوجود، هو نفسه من زار الكيان الإسرائيلي، ووضع باقة الورود على قبر هرتزل مؤسس الصهيونية، من دون أن ننسى أيضاً أن تركيا كانت من الدول التي اعترفت بالكيان الصهيوني حتى قبل مرور ساعات قليلة على صدور قرار الأمم المتحدة بالاعتراف بهذا الكيان الغاصب بعد نكبة 48.
ويبقى اللافت هو توقيت الزيارة ومضمونها، فمن المؤكد أن طاولة المباحثات بين المحتلين التركي والإسرائيلي ستعج بالألغام السياسية والصواريخ الإرهابية والأعمال التخريبية والتصعيدية والموجهة بدقة إلى الأراضي السورية، فمن يجند ويصدر الإرهابيين إلى سورية هو التركي الذي يشرف على تدريبهم، ويعطيهم الإيعازات الإجرامية، والعدو الصهيوني لا ينفك عن شن اعتداءاته على مواقع الجيش العربي السوري لإنقاذ ما تبقى من فلول التنظيمات الإرهابية، التي يرعاها ويحتضنها النظام التركي.
مستقبل أردوغان السياسي حسب استطلاعات الرأي على كف عفريت، وبالتالي قد تكون هذه الزيارة لرئيس كيان العدو، بمثابة “طبطبة” صهيونية على أوهام عثمانية، بأننا هنا، ولن نتخلى عن أداتنا الهدامة في المنطقة، وقد تكون أيضاً خياراً تركياً لوضع حد لتناقضات أردوغان، بعد أن ملّ الرجل من التنكر بألف قناع، والظهور بأكثر من وجه، لتبدو الأمور على المكشوف من دون مواربة.
حدث وتعليق – ريم صالح