الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
“دوماً وإياكم مع جميل الأدب وعذب الكلام مع أدباء خالط نتاجهم الأدبي دفق المشاعر وصدق الأحاسيس فاستيقظ نتاجهم المبدع الذي يخبرنا عن خبايا الروح وفوضى الحواس..” بهذه الكلمات قدمت مديرة مركز ثقافي حمص “وفاء يونس” المشاركين في الأصبوحة القصصية من أدباء في قاعة سامي الدروبي بحضور عدد من المهتمين ورواد المركز.
القاصة هيام جابر عبده أديبة متمكنة من أدواتها، قدمت قصة “العريس” بداية أبرزت إحدى مآسي الحرب والصراع الجاري بين الرغبة بالتضحية وبين الحب وشغفه، وأشارت لرضوخ الأهل لرغبة أبنائهم بالارتباط مع من تختاره قلوبهم، حتى لو كان طموح الأهل مغايراً.. وتسلط القصة الضوء على تلبية نداء الواجب والتحاق الشاب الخاطب لفتاة أحلامه بخدمة الاحتياط في الجيش العربي السوري، وبين معاناة الأهل عند فقدانهم أي خبر عن ولدهم، دون الحصول على جثمانه، واشتعال النيران داخلهم بين مكذب ومصدق، وفرحتهم عند عودة ابنهم المخطوف.
أما القصة الثانية فكانت بعنوان “حادث النرجيلة” تناول فيها ضعف الإمكانيات في بعض المراكز الصحية، وتظهر تهتك بعض العلاقات الأسرية وعدم إعجاب الزوجة بزوجها، ومعاناة الناس من جشع بعض الأطباء وتكاليف المشافي الخاصة الباهظة وعدم الثقة بما يصفونه من أدوية..
وروت القاصة ” سميرة عواد” قصة بعنوان “بلا مخرج” وهي قصة اجتماعية رمزية تناولت فيها الجحود عند بعض الأبناء لأهلهم وخصوصاً الأم حيث يشعر الابن بالخجل من وجود والدته في منزله، عندما يزوره احد أصدقائه، وإحساس والدته المسنة بالوحدة حتى وهي في منزل ابنها، وإلحاحها بأن يأخذها لمأوى العجزة وتأفف الزوجة منها، حيث تثبت لهم أمام ضيفهم بأنها تمتلك قدرة وموهبة كان يتمتع بها أهل ذلك الجيل القديم، وقدرتهم على صناعة التحف من أعمال يدوية وبأدوات بسيطة ..
*أما قصتها الثانية: فهي بعنوان “أفعى الحب الخضراء” هي قصة فلسفية رمزية وقامت خلال القصة بالانحراف عن رواية القصة لتكون نوعا من التنظير والتعريف بدور الأفعى الخالد بالوساوس والتحريض على كل ممنوع وإغواء الإنسان ..
وقرأت في نهاية مشاركتها قصيدة نثرية لحمص بعنوان “عشق قتال” بكلمات نابعة من القلب تطفو شغفاً وحباً لحمص ..
واختتم الأصبوحة القاص “جمال السلومي” بقصة اجتماعية كذلك بعنوان “عاد إلى رحم الأرض” قصة كتبها الأديب منذ ثلاثة عشر عاماً وهي قصة طفل وقع في بئر، وحالة الأم والضياع الذي مرت به وهي تبحث عن طفلها البالغ خمس سنوات الذي رمى بنفسه في البئر بمحاولة للعب مع رفاقه وهواجس الأم ومخاوفها مع ما يرويه الناس من قصص مأساوية حولها وخصوصاً مع سماع تخمينات البعض السوداوية وخصوصاً بعد مضي 20 ساعة على وجوده في البئر، واستهتار بعض المعنيين بأرواح الناس وطلبهم ردم البئر فوق الطفل، ولولا أن تنطح له شاب خبير بهكذا حالات، بإمكانية إنقاذه وإثبات أن الطفل لايزال على قيد الحياة ثم حضور الإسعاف والمنقذين وجهود كثيفة لإنقاذ الطفل ودور الأم ببعث الحياة في جسد الطفل الواقع في البئر، حيث استمر العمل ست ساعات حتى تم إنقاذ الطفل وإسعافه إلى أحد المراكز الصحية.
تميز أسلوب السلومي بالرشاقة والتشويق وبحبكته المحكمة وصوته المعبر مما أثار اللوعة في قلوب الحاضرين، ورافقت العبرة البعض ليشير أخيراً إلى الجهود الجبارة التي يبذلها المنقذون والمعنيون عند هكذا حالات..