الثورة – رشا سلوم:
ما بين النقد والنص ثمة علاقة لا تقف عند لحظة ثبات ما ابدا..النص متحرك بلا حدود والناقد يبحث عن أدوات تلتقط هذه الحركة التي هي سر الابداع .
تارة البنيوية وتارة أخرى التفكيكية وكل ناقد يسعى جهده أن يترك بصمة ما في النقد الأدبي.
من هنا يمكن القول إن لكل نص نظريته النقدية التي تضعه على طاولة التشريح ..كتاب نظرية لا نقدية يلحق هذا المعنى، فقد نجح كريستوفر نوريس بتحرير خطابه من التراكيب والمصطلحات الأسلوبية المجنّحة التي باتت تميز نظريات ما بعد الحداثة بشتى أشكالها وتفرعاتها. هذا لا ينفي بالطبع أن يجد القارئ نفسه مرمياً في غياهب مفاهيم فلسفية معقدة نسبياً لا تُفهم خارج سياقها المعرفي المحدّد، وتحتاج إلى شيء من الاطلاع المسبق على تاريخ الفلسفة الغربية، منذ كانط وحتّى يومنا هذا، رغم الجهد الخارق الذي بذله المؤلف في محاولة تبسيط النقاش، والاستعانة بالأمثلة الكثيرة لشرح أفكاره ورؤاه ومفاهيمه. هذه الصعوبة لم تحجب بالتأكيد المتعة الفائقة التي ينطوي عليها أسلوب الكاتب الذي يجمع بين رصانة السبر الفلسفي وسلاسة التوصيف البلاغي عبر قراءته المتأنّية لوقائع الأحداث من زاوية النقد الفلسفي المتمرّس، المستند إلى أدقّ التفاصيل والبراهين والحجج، بما له علاقة مباشرة بما جرى ويجري في العالم حتى الآن، صوناً لخطاب الحقيقة، وتنقيته من شوائب الشّطح اللغوي، وشطط البلاغة الباذخة.
كتاب : نظرية لا نقدية
ما بعد الحداثة
تأليف : كريستوفر نوريس
ترجمة : دكتور عابد اسماعيل