الثورة:
صدر الجزء الثالث من مجموعة الأعمال الشعرية الكاملة، للشاعر “قصي ميهوب”، وقد تضمّنت المقدمة التي وجّهها الشاعر إلى “صديقي القارئ” كلّ ما يتعلّق بالنقد والشعر، الزجل والشعر، المرأة والشعر.. الشعر الصامت والشعر الناطق والشعر المكتوب، ومهمة الشعر: “ليس البحث عن الجمهور، إنما البحث عن قارئٍ جيد، يتلقّف الصورة الشعرية بشغاف روحه، وتبقى القصيدة نوراً ولو بين دفّتي كتاب أرهقه الجهل، ونكاد نسمع أنين لحاءِ الشجر بين سطوره المتعبة، وسيبقى الخيال روح الشعر، فالخيال بالنسبة للشعر، كالنّور بالنسبة للقمر”..
ضمّت المجموعة ثلاثة دواوين للشاعر، بدأها بالديوان الخامس عشر: “القمر على طاولة القمار” وقصائده: “عناة تعود غداً، سهر، على تخوم الهوى، المرأة والصيف، شهيق العسل، صافون، الدستور”..
الديوان السادس عشر: “صوت كرّاز الجبل” ويحتوي: “البوح الصامت، بابلية، الغائب الحاضر، الكرّاز، الإله المجهول، ليلى، عاشقة الفهد الأسود.. “حكي عصافير” وهي مجموعة زجليات أنشدها ابن “جبل صافون” وهو يتأمّل “طوفان العشق”..
أما الديوان السابع عشر والأخير: “الريح إزميل الإله” فتضمّن: بيانٌ إلهي، ثورة الأرواح، أنكيدو، حجر الهوى، رقصة التفاح، ليل أزغاريت، من أنتَ؟!!، زئير الرعد، إلهة الشعر، نينوى.. “أم الزلف” وهي أيضاً مجموعة زجليات.. باختصار: المجموعة ثرية بأفكار الشاعر حول الحياة، وفيها استبصارٌ للواقع وإشارة إلى تداعيات الماضي.. اعتدادٌ بالوطن ورؤى تنيرُ بصيرة كلّ من يسعى للقبض على الحياة بحكمة، مثلما صفعات متتالية لكلّ من ساهم في إيلامها وتوالي نكبات إنسانها.. فيها أيضاً، مقولات حملت فلسفة الشاعر العميقة التي جعلته يختم بـ: “كن فريداً ولا تكن فرداً”.. هذا قبل الوداع الذي قال فيه، وبعد إشارته إلى “المحيط المتجمّد الاجتماعي”:
“لكلّ عقيدة حجرٌ يتّكئ عليها معتنقوها، وللشّعر حجرُ الهوى”..