الثورة – وكالات – حرر التقرير الإخباري منهل إبراهيم:
تشهد منطقة “الإندو- باسيفيك” توتراً ملحوظاً تصاعدت حدته مع تقرير “استراتيجية إندو باسيفيك الأمريكية” الذي أصدرته مؤخراً إدارة الرئيس جو بايدن، وفيه ترى بكين تدخلاً جديداً في شؤونها الداخلية من قبل واشنطن.
ورغم الخطاب السياسي الحاد بين بكين وواشنطن يرى مراقبون أن الأعمال العسكرية مستبعدة، حيث تعد تايوان مجرد ساحة للتنافس بين بكين وواشنطن لبسط النفوذ السياسي والعسكري بمنطقة الإندو- باسيفيك.
ويؤكد محللون أن العمل العسكري غير وارد نظراً لارتداداته الأمنية والاقتصادية في ظل تعافي الاقتصاد العالمي من تداعيات تفشي “فيروس كورونا”، وهو ما أوضحه “بلينكن” الذي أكد على ضرورة إدارة المنافسة بين أكبر اقتصادين في العالم والحفاظ على خط اتصال مفتوح بين واشنطن والصين.
وفي الآونة الأخيرة شهدت الأوضاع تصعيداً سياسياً بين واشنطن وبكين، مما أثار المخاوف من اندلاع حريق كبير وتفجير للأوضاع لا يحمد عقباه، حيث أعربت الصين عن رفضها الشديد للمحتوى المتعلق بتايوان في تقرير “استراتيجية إندو باسيفيك” الذي أصدرته مؤخراً الإدارة الأمريكية مؤكدة أنه يشكل تدخلاً جديداً في الشؤون الداخلية للصين.
وكالة شينخوا نقلت عن “ما شياو قوانغ” المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان في مجلس الدولة الصيني قوله اليوم: إن المحتوى يتدخل بشكل خطير في الشؤون الداخلية للصين وينتهك مبدأ صين واحدة والأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية ويقوض دعائم السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان.
وفي معرض إشارته إلى أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين قال قوانغ إن مستقبل تايوان يجب أن يقرره الشعب الصيني كله بشكل مشترك ولا يمكن غير ذلك مضيفا أن القضايا الخاصة بمستقبل تايوان ومصالحها تكمن في إعادة التوحيد الوطني.
وحث المسؤول الصيني الجانب الأمريكي على الالتزام بمبدأ صين واحدة والبيانات الثلاثة المشتركة الصينية الأمريكية والتوقف عن اللعب بالنار في القضايا المتعلقة بتايوان مشدداً على أن محاولة سلطة الحزب الديمقراطي التقدمي السعي إلى ما يسمى “استقلال تايوان” بالتواطؤ مع القوى الخارجية والعمل كبيدق في مخطط الولايات المتحدة المناهض للصين ستفشل في نهاية المطاف
الرئيس الأمريكي “جون بايدن” كان قد أعلن عن التزامه بما أسماه (الدفاع عن تايوان حال تعرضت إلى غزو صيني)، حسب زعمه، وتعد هذه المرة الأولى التي يعلن فيها رئيس أمريكي موقفه صراحة من تايوان، ودون النظر إلى مدى تنفيذ بايدن هذا التعهد، الذي يرتبط بمنظومة أمنية جيوسياسية غربية معقدة، فإنه يعد موقفا تصعيديا واستفزازيا ضد الصين.
ويمكن القول إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هو من أسس استراتيجية واشنطن في “الإندو-باسيفيك” إلا أن سياسات بايدن تمثل تطبيقاً عملياً لها، فقد شن ترامب حرباً تجارية ضد الصين كان لها آثارها السلبية على واشنطن أيضا، بيد أن بايدن استخدم أدوات دبلوماسية وسياسية للتصعيد مباشرة مع الصين، ومن المنتظر أن يستمر التصعيد السياسي والتوتر بين واشنطن وبكين حتى موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي، حيث يسعى بايدن لفوز حزبه بها، بعدما تراجعت شعبيته إلى 37% بعد الانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان.

التالي