الثورة – آنا عزيز الخضر:
“العاصفة” نصٌّ مسرحي، يؤكّد كلّ من يهتم بعالم المسرح، بأن له خصوصيته وعوالمه ومقترحاته الإنسانية الخاصة، إضافة الى غناه الدرامي، وشخصياته المتنوعة والإشكالية، ووجود الصراعات والنوازع المتضاربة والمتناقضة، مايمنح الممثل فرصة تستفز جميع قدراته ومهاراته وخبراته…
كان العرض بمثابة اختبار لطلبة قسم التمثيل في جامعة المنارة- كلية فنون الأداء ..طلاب الدفعة الثالثة، وكان النص مشروع تخرجهم للفصل الأول، فقدموا العلم والمعرفة التي صقلت مواهبهم أكاديمياً، وبسلاسةٍ وترجمةٍ خاصة لنص “العاصفة” التي تعتبر آخر مسرحية كتبها المسرحي الإنكليزي “وليم شكسبير”.
تدور المسرحية حول شخصية “بروسبيرو” دوق ميلانو الذي يتعرض لخيانة من قبل أخيه، وقد نُفي هو وابنته “ميرندا” بطريقة وحشية، ولا تمت للإنسانية بصلة، ولكن “بروسبيرو” استطاع وبما يمتلكه من قوة سحرية، أن ينتقم من كل من تآمر عليه، فقد تمكن من استرداد حقه والعودة إلى إمارته، بعد أن سامح كل من ظلمه، وبعد أن تخلى عن قواه السحرية، وأعاد الحق إلى أصحابه…
حول العرض وتفاصيله وبيئته، وآليات التعامل معه أكاديمياً واحترافياً، تحدث الفنان “مجد صعب” قائلاً:
“كل ماقمنا به عبر العرض، كان ترجمة مباشرة لما درسناه وعرفناه من أصول أكاديمية لآليات التعامل مع فن التمثيل بالشكل المتقن.. بدأت العمل على الشخصية بتحليل النص ثمّٓ الشخصية، وأخذت سمة من الشخصية وهي السكر، وبدأت العمل عليها ومن ثمٓ نظرت إلى سمات أخرى، مثل تاريخ الشخصية، العمر، حياتها، علاقتها بالشخصيات الأخرى، وكان هنالك عائق في بداية التدريب في الفترة الأولى، فقد تعرضت لعملية في يدي نتيجة سقوطي في التمرين، ما أدى إلى خلع في المفصل، ولكن تعاملت معها على أنها سقوط أثناء العاصفة نتيجة السكر، وتم العمل عليها طيلة الوقت، وكان ذلك مربكاً لي ولزملائي في المشاهد، ولكن الحمد لله تم التعامل مع أصدقائي على بناء مفارقات، وقمنا ببناء علاقة جيدة بين مجموعتنا في العرض، وكان زملائي “ترينكيلو” صديقي القديم، و “كاليبان” المشوه الغول. الشخص الذي لم اعتد على رؤيته ويظهر لي فجأة، وحاولنا بناء مفارقات كوميدية جيدة، تم العمل عليها بحذر كي لاتظهر بصورة سمجة.. أما سمات الشخصية فرغبته بأن يكون الملك، وهي من أبرز صفاته رغم أنه بالأصل خادم الملكة، وعند خروجه من العاصفة يتوقع غرق الملك وحاشيته، وبعد رؤية “كاليبان” و”ترينكيلو” من جديد، يبدأ بإقناع “كاليبان” أنه الملك من خلال الخمر، ويقنع “ترينكيلو” أنهم باتوا في هذه الجزيرة لوحدهم، بل وأصبحوا الملوك عليها، وهنا بات “كاليبان” يعامل “استيفانو” السكير بصيغة ملك، وفي النهاية تفشل خطته عند ظهور الحاشية والملك، ويعود كما كان خادما سكيرا…
لقد كان الأستاذ “فؤاد الحسن” هو المخرج والموجه لنا في كل أمر يخص العرض ومايرتبط به، ما مكّننا من الحصول على هكذا نتائج…
