الملحق الثقافي:سلام الفاضل:
يعقد اتحاد الكتّاب العرب اليوم مؤتمره السنوي، هذا المؤتمر الذي يُقام عادة بهدف وضع خطة ثقافية تنظم عمل الاتحاد، وتقييم ما أُنجز خلال العام الفائت، ورفع اللبنات الأساسية التي سيهتدي بها الاتحاد في عامه القادم، وذلك عبر استعراضٍ يُجرى لأبرز الأنشطة والفعاليات التي تخللت عمل الاتحاد، وتقديم أعضائه مداخلات يعرضون فيها لرؤاهم واقتراحاتهم حول ما ينبغي القيام به للارتقاء بعمله أكثر، وتحسين واقع الأدباء والكتّاب، وتفعيل دورهم، وتثبيت حضورهم، كمثقفين سوريين، في حمل لواء الفكر، والتصدي بقلمهم ومدادهم لحصار اقتصادي جائر فرضته قوى الظلم والعدوان على بلدنا الحبيب سورية، فطال قوت ومقدرات الشعب. فماذا يأمل أعضاء اتحاد الكتّاب العرب من مؤتمرهم السنوي هذا العام؟؟
راتب سكر: فصل دوائر الاستثمار
الأديب والشاعر وعضو اتحاد الكتّاب العرب الدكتور راتب سكر يرى أنه: «مع إطلالة مؤتمر جديد لاتحاد الكتّاب العرب تحضر أسئلة كبرى أثارها واحد من أعضائه المهمين الراحلين، في كتابيه (القيمة والمعيار)، و(ما الشعر العظيم؟)، وحضور مثل هذه الأسئلة من الأهمية بمكان في إلحاحها المستمر، منتظرة من مؤتمرات اتحاد الكتاب العرب المتلاحقة إجابات لا تنتهي، تتأسس بها جوانب أساسية من مهمات المرحلة القادمة: اجتماعياً، وثقافياً، وإذ يتقدم الاجتماعي على الثقافي غالباً، تثار مخاوف راهنة ومستقبلية من انحراف الكتابة الأدبية عن جوهرها الإبداعي، ومصدر هذه المخاوف يتأسس على وعي المفارقة بين اتحاد الكتّاب، ونقابة الكتّاب، فالأول لقاء مبدعين ومثقفين من طراز طليعي: فكرياً، ووجدانياً، وفنياً، ولغوياً، ما يستدعي إلى واجهة أي مؤتمر تغليب ألق هذه الرباعية على رتابة الواجبات الخدمية المختلفة التي تهتم بها عادة مؤسسات مختصة بها». ويتابع د. سكر حديثه مبيّناً أن ما يتطلع إليه من مؤتمر الاتحاد، قد يتلخص بـ: «قيام الاتحاد بفصل دوائر الاستثمار والخدمات الاجتماعية، عن دوائر العمل الأدبي والثقافي، ومن الممكن منح هذين الاتجاهين جلستين مستقلتين من جلسات المؤتمر…». مؤكداً أن أفكاره هذه تبقى هواجس كاتب واحد من كتّاب كثيرين، وهي هواجس غير ملزمة لأحد، على الرغم من حرصها على إيصال صوتها…
قحطان بيرقدار: نثمن ما أنجزه خلال عام
بدوره الشاعر وعضو اتحاد الكتّاب العرب ومدير منشورات الطفل في الهيئة العامة السورية للكتاب ورئيس تحرير مجلة أسامة الأستاذ قحطان بيرقدار يوضح قائلاً: تتزايدُ الآمالُ في أن يُتابعَ اتحادُنا النُّهوضَ بدوره الحقيقيّ في هذه المرحلة الحسّاسة، عبرَ إعادة تقييم ما أُنْجِزَ، ووضعِ خطط مستقبلية جديدة لتعزيز دور الكُتّاب، والمُثقّفين عموماً».
ويردف في كلامه متناولاً آلية عمل الاتحاد في السنة الفائتة، وما أنجزه من فعاليات وأنشطة، وحققه من خطوات في سبيل حلّ بعض المشكلات التي كانت تواجهه، بالقول: «لقد مرّتْ سنةٌ على انتخاب المكتب التنفيذيّ الحاليّ للاتحاد برئاسة د.محمد الحوراني، ولدى مُتابعتي لِما عُمِلَ عليه في أثناء تلك السنة، أرى أنَّ الحالَ مُبشِّرةٌ، إذ ثمّةَ خطواتٌ مُهمّةٌ خطاها الاتحاد تجاهَ حلِّ عددٍ من المُشكلات التي كانت تُواجِهُه، وثمّةَ إنجازاتٌ وأنشطةٌ وفعاليات نهضَ بها الاتحادُ بفروعه كافة، ومِنَ المُؤكَّد أنَّ سنةً واحدةً لا تكفي لإحداث تغيير جذريّ في عملِ الاتّحاد وسُلوكِه في ظلِّ الظروف الصعبة التي نعيشُها، والحصار الاقتصاديّ الخانق الذي نذوقُ ويلاتِهِ يوماً بعد يوم». مؤكداً أنه وبناءً على ذلك كُلِّه، يمكن القولَ: «إنّ اتحادَ الكُتّاب العرب في سورية قد بدأ يستعيدُ دورَهُ الرّياديّ خطوةً خطوة، وعلينا جميعاً كُتّاباً ومُثقّفين أن نقفَ إلى جانب إدارته، ونمدّ إليها يدَ العون والنُّصح والنقد البنّاء، لنستطيعَ جميعاً تحقيقَ إنجازاتٍ نوعيّة في الأيام المُقبلة». ومنوّهاً في ختام حديثه أنّ المؤتمر السنويّ لاتحاد الكُتّاب العرب هو: «فُرصةٌ ليقولَ كلٌّ منّا ما لديه من ملاحظات بنّاءة تُؤدّي إلى تدعيم العمل، وتعزيز التعاون في سبيل مصلحة الاتحاد وأعضائه، وهذا ما يُنادي به رئيسُ الاتحاد د.محمد الحوراني الذي حقَّقَ خلالَ السنة الفائتة انفتاحاً على أعضاء الاتحاد جميعاً، بل حقّقَ تواصُلاً فعّالاً أيضاً مع الكُتّاب والمُثقّفين من غير أعضاء الاتحاد، واستطاعَ بمعونة زُملائنا في المكتب التنفيذيّ وَضْعَ اللَّبِنات الأولى لمسيرة الاتحاد الجديدة، وما علينا إلّا التحلّي بالصبر في ظلّ ظروفنا القاسية الحالية، والاستعانة بمزيدٍ من التعاون والتعاضُد والمحبّة لتحقيق ما نرجُوهُ من أهداف تعودُ بالنفع العميم علينا، وعلى وطننا الغالي سورية».
حسام خضور:الكتاب عقل وضمير الأمة
من جانبه الأديب والمترجم وعضو اتحاد الكتّاب العرب ورئيس تحرير مجلة «جسور ثقافية» الأستاذ حسام الدين خضور افتتح جوابه عما يرجوه من مؤتمر الاتحاد بالإشارة إلى ما اتصف به أدب الكتّاب السوريين شعراً، وقصةً، وروايةً، ومسرحاً بأنه ذو طابع وطني تقدمي تحرري، وعليه فإنه يأمل أن يعمق اتحاد الكتّاب هذا النهج، ولا سيما في ظل هذه المرحلة الخطيرة التي تواجهها حركة التحرر العربية. ويتابع: «فنحن لا نزال نخوض حرباً ضارية ضد العدوان الإرهابي الدولي، الذي يحتل أجزاء عزيزة من أرضنا ويسرق ثرواتنا الوطنية. ولهذا لا بدّ أن يمنح مؤتمرنا السنوي الدبلوماسية الثقافية اهتماماً أكبر، فالكتّاب هم خير من ينقل حقيقة ما يجري في بلدنا، وما نتعرض له من عدوان وحصار بقيادة الإدارة الأميركية، وتفعيل قدرات اتحادنا في هذا المنحى من خلال الأمانة العامة للأدباء والكتّاب العرب، والعلاقات بين اتحادات الكتّاب العربية والعالمية، هو خير استراتيجية لتأسيس جبهة قومية ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب».
ويضيف: «إن الكتّاب هم عقل وضمير ولسان حال شعبهم – كما أقول دائماً – وانطلاقاً من هذا الفهم للكاتب أتمنى على مؤتمرنا السنوي أن يؤكد على دوره الريادي في مجتمعنا بترسيخ القيم الوطنية، وقيم الخير والعدالة الحرية والجمال، ومحاربة الفساد، والنزعة الاستهلاكية لدى مستجدي الثراء». ويختم خضور كلامه بالإشارة إلى وجود كثير من الأمور المطروحة على طاولة البحث والنقاش في مؤتمر هذا العام، آملاً: : «أن يعزز مؤتمرنا السنوي الأول في هذه الدورة مسارنا الإبداعي، ويرتقي بالاتحاد ليكون ورشة عمل متعددة النشاطات، تتمكن من تحويل فعل شعبنا وجيشنا الوطني في مواجهة العدوان الإرهابي على بلدنا إلى منجزات أدبية، فنية تليق بما أنجزه شعبنا وجيشنا على أرض الواقع. إلى جانب ما نأمله من العمل على توفير كلّ ما من شأنه أن يرفع مستوى حياة الكاتب المادية، والمعنوية».
التاريخ: الثلاثاء22-2-2022
رقم العدد :1084