العلاقات التركية الإسرائيلية.. تنافس في خلخلة استقرار المنطقة

بقلم ظافر أحمد أحمد- إعلامي:
يحتاج المتتبع لشؤون العلاقة التركية الإسرائيلية إلى السؤال: هل فعلاً العلاقات التركية الإسرائيلية (مقطوعة) حتى يتحدث الطرف التركي منذ مدة على العمل لعودة تطبيعها..؟!.
الفهم الصحيح للموقف التركي تجاه القضية الفلسطينية يتطلب الانتباه إلى أنّ نظام أردوغان يجد اليوم في الكيان الإسرائيلي بوابة ليسوق تركيا كلاعب أساسي في قضايا المنطقة والقضية الفلسطينية، من هنا أتت زيارة الوفد التركي رفيع المستوى إلى الكيان الإسرائيلي مؤخرا ضمن خطوات التحضير لزيارة رئيس الكيان إلى تركيا منتصف الشهر القادم..، وهو أمر وجده أردوغان بأنّه يحسّن العلاقات التركية الإسرائيلية.. إذاً المسألة هي تحسين علاقات وتعزيزها.
علاقات تجارية واستخباراتية
الأمر المؤكد هو أنّه مع تراجع العلاقات الدبلوماسية التركية الإسرائيلية بقيت العلاقات التجارية بينهما قوية بل ارتفع التبادل التجاري التركي الإسرائيلي من ثلاثة مليارات دولار سنويا قبل تراجع التمثيل الدبلوماسي بينهما إلى ستة مليارات دولار في أنموذج العام 2020 على سبيل المثال وهو في زيادة مستمرة، وبدوره النشاط السياحي بينهما لم يتأثر.
وكذلك العلاقات الاستخباراتية التي لم تتأثر حتى مع انكشاف شبكات تجسس لصالح الموساد تعمل على الأراضي التركية، وهذا ما أكدته وكالة «الأناضول» مؤخراً بأن النيابة في اسطنبول طلبت سجن العديد من المتهمين لارتكابهم جريمة التجسس الدولي نيابة عن المخابرات الإسرائيلية، عبر مراقبة عمل منظمات غير حكومية أجنبية في تركيا، وحياة أجانب وارتباطاتهم الخارجية، خاصة الفلسطينيين.
ومؤخراً رئيس الكيان الإسرائيلي ذاته شكر أردوغان على تدخله شخصيا في الإفراج عن إسرائيلي وزوجته اتهمتهما أنقرة بالتجسس عليها.
وسبق لصحيفة “يديعوت احرونوت” الإسرائيلية أن أشارت إلى أن جهاز الموساد ساعد في إحباط 12 مخططا لشن هجمات على إسرائيليين في تركيا خلال العامين الماضيين فقط.
ومن المهم عدم التغافل عن حقيقة أنّ تركيا هي أوّل دولة إسلامية اعترفت بالكيان الإسرائيلي وأقامت شراكة عسكرية معه وشكلت في بعض المراحل الصادرات العسكرية الإسرائيلية إلى أنقرة الحصة الأكبر ضمن المستوردات التركية..، ووصل مستوى العلاقات بينهما إلى مستوى التحالف السياسي والاستراتيجي والعسكري، مع الإشارة إلى اتفاقية التجارة الحرة التركية الإسرائيلية المعمول بها منذ العام 2000.
وتتيح شؤون الطاقة اهتماما تركيا إسرائيليا مشتركا، وحاليا ترغب تركيا بأنّ يجمعها مع الكيان الإسرائيلي مشروع مشترك لنقل الغاز من الكيان إلى أوروبا عبر تركيا بدلاً من الخط الذي كان يخطط لتنفيذه عبر اليونان.
علاقة احتلالين
هذه التوجهات المشتركة لا يمكن إلاّ أن تكون سلبية على العلاقة التركية الفلسطينية، ولا يمكن الجمع بين (علاقة مميزة خصوصا اقتصادية بين تركيا والكيان الإسرائيلي، وعلاقة مميزة تركية فلسطينية، إلا لدى أطراف لا تخجل من أن تنخدع بمداخلة قاسية من أردوغان بحق الرئيس الأسبق للكيان الإسرائيلي ضمن منتدى دافوس وتسوّقها كخطوة كافية لتحمل أنقرة لواء نضال الشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال..
وتستمر الخدعة.. فها هو المتحدث باسم الرئاسة التركية يؤكد أن بلاده ستواصل تحسين ظروف الشعب الفلسطيني، وتبحث خطوات حل القضية الفلسطينية..، ووجد الوفد التركي الذي بحث ترتيبات زيارة رئيس الكيان الإسرائيلي الفرصة مناسبة من قلب فلسطين المحتلة ليسوق أن هدف تركيا في سياق القضية الفلسطينية بشكل عام هو بناء نظام إقليمي يضمن السلام والاستقرار ويعطي الأولوية للأمن والحرية والازدهار للجميع، متغافلاً عن أنّ نظام أردوغان بات يشكل المنافس الرئيس للكيان الإسرائيلي في خلخلة أمن المنطقة وباتت صورة نظام أردوغان تظهيرا فعليا للصورة التاريخية البغيضة للاحتلال العثماني.

آخر الأخبار
تفاهم بين وزارة الطوارىء والآغا خان لتعزيز الجاهزية لمواجهة الكوارث رحلة التغيير.. أدوات كاملة لبناء الذات وتحقيق النجاح وزير الصحة من القاهرة: سوريا تعود شريكاً فاعلاً في المنظومة الصحية في يومه العالمي ..الرقم الاحصائي جرس إنذار حملة تشجير في كشكول.. ودعوات لتوسيع نطاقها هل تتجه المنطقة نحو مرحلة إعادة تموضع سياسي وأمني؟ ماذا وراء تحذير واشنطن من احتمال خرق "حماس" الاتفاق؟ البنك الدولي يقدم دعماً فنياً شاملاً لسوريا في قطاعات حيوية الدلال المفرط.. حين يتحول الحب إلى عبء نفسي واجتماعي من "تكسبو لاند".. شركة تركية تعلن عن إنشاء مدن صناعية في سوريا وزير المالية السعودي: نقف مع سوريا ومن واجب المجتمع الدولي دعمها البدء بإزالة الأنقاض في غزة وتحذيرات من خطر الذخائر غير المنفجرة نقطة تحوّل استراتيجية في مسار سياسة سوريا الخارجية العمل الأهلي على طاولة البحث.. محاولات النفس الأخير لتجاوز الإشكاليات آلام الرقبة.. وأثر التكنولوجيا على صحة الإنسان منذر الأسعد: المكاشفة والمصارحة نجاح إضافي للدبلوماسية السورية سوريا الجديدة.. دبلوماسية منفتحة تصون مصلحة الدولة إصدار صكوك إسلامية.. حل لتغطية عجز الموازنة طرق الموت .. الإهمال والتقصير وراء استمرار النزيف انضمام سوريا إلى "بُنى".. محاولةٌ لإعادة التموضع المصرفي عربياً