الاتحاد الأوروبي.. بين الغاز الروسي والبدائل الأميركية

بقلم ظافر أحمد أحمد – إعلامي 

لا يمكن قراءة ملف الأزمة الأوكرانية بعيداً عن الحقيقة القديمة الخاصة بأنّ الغاز الروسي يؤمّن 40 بالمئة من حاجة دول الاتحاد الأوروبي، والحقيقة الحديثة الخاصة بأنّ أمريكا باتت في الشهور الأخيرة تتربع على عرش أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال، وباتت أوروبا وجهة مهمة لتصدير الغاز الأميركي.
ويشكل الغاز مفتاحاً مهماً لفهم الإصرار الأميركي على تأجيج الوضع في أوكرانيا، ودفع كييف إلى إجراءات متهورة في دونباس كي تتمكن واشنطن من دخول سوق الطاقة الأوروبي من بابه الواسع.
تسييس الغاز
أوّل الإجابات على أبعاد التأجيج الأميركي للأزمة الأوكرانية هو تسييس خط أنابيب السيل الشمالي2 الجاهز للتشغيل وضغط واشنطن على ألمانيا لإغلاقه كي لا يتكفل بإيصال المزيد من تدفقات الغاز الروسي إلى ألمانيا..، والاستنفار الأميركي لتوظيف الأزمة الأوكرانية من أجل تحجيم حضور الغاز الروسي في دول الاتحاد الأوروبي.
من المهم الانتباه إلى أنّ واشنطن تنزعج جدا من وجود خط أنابيب للغاز الروسي لا يمر من دول يمكنها ممارسة الضغط عليها، لذلك لديها حساسية كبرى من خط السيل الشمالي الذي يصل بين الأراضي الروسية والأراضي الألمانية مباشرة عبر قاع بحر البلطيق فقط.
إنّ تشغيل خط السيل الشمالي 2 سيتيح تأمين 65 بالمائة من حاجة ألمانيا وهي زيادة كبيرة مقارنة بما يتم تأمينه لألمانيا وفق الواقع الحالي، وبالتالي يحوّل الخط 2 ألمانيا إلى موزّع رئيسي في أوروبا للغاز الطبيعي، وهو أمر لا ترغب به واشنطن، الحريصة على إبقاء ألمانيا وباقي دول الاتحاد الأوروبي أداة أساسية في سلاح العقوبات الاقتصادية، وتحرص على إجراءاتها أحادية الجانب ضد روسيا لإضعافها في أسواق الطاقة ولمنعها من أي نفوذ ضمن أوروبا خصوصا من بوّابة الغاز الطبيعي.
وزيادة في الحرص الأميركي على التحكم بأسواق الطاقة تبحث عن المزيد من بدائل للغاز الروسي من دول تقع تحت النفوذ الأميركي وتخطط لجعل غاز قطر ومنطقة الخليج و(غاز الكيان الإسرائيلي) مستقبلا يصلان إلى السوق الأوروبية عبر طرق ومسارات تحظى بالرضا الأميركي، حتّى مع التسليم بحقيقة وصول الغاز البديل لأوروبا بتكلفة أعلى من الغاز الروسي، وهنا لا تخطط أميركا بمنفعة أوروبية، بل الأهم لديها الإضرار بالاتحاد الروسي.
إضرار بالاقتصاد العالمي
تعتمد قطاعات صناعية مهمة في دول أوروبية على الغاز الروسي (صناعة الألمنيوم – الأسمدة – السيراميك- الكهرباء..)، وفي حال تفاقم الأمور وإيصالها إلى انقطاع الغاز الروسي عن تغذية دول الاتحاد الأوروبي فإن الإنتاج في قطاعات صناعية عديدة سيشهد ارتفاعاً كبيراً في التكلفة.
والمشهد الاقتصادي حالياً لا يوحي بإمكانية قريبة لنجاح المخطط الأميركي تجاه تقليص حضور الغاز الروسي أوروبيا ولكن تأجيج واشنطن للأوضاع في أوكرانيا انعكس مباشرة على الاقتصاد العالمي ورفع أسعار الطاقة وبدأ يؤثر على مخازين الغاز في الدول الأوروبية التي لا تملك بدائل فورية وكافية عن الغاز الروسي وأقل تكلفة منه، وحتى إشعار آخر يستمر الغاز الروسي بالوصول إلى ألمانيا وإيطاليا وتركيا وفرنسا وهولندا وبريطانيا وإسبانيا وبلجيكا.
ويمكن تصوّر صعوبة الواقع الأوروبي بين الغاز الروسي والغاز البديل، وتتوضح إشكاليات التوجه إلى العودة للطاقة النووية في تأمين الكهرباء أوروبياً وقد تسبب التوجه الفرنسي تجاه هذا الموضوع بردود أفعال أوروبية رافضة له، بسبب مخاطر تلك الطاقة، وحتى تتحدد بدائل طاقة مجدية لدول الاتحاد الأوروبي يبقى الغاز الروسي نقطة الارتكاز في سوق الاتحاد حتى يحدث العكس وإن حدث فلا خير في الغاز الأميركي والمخططات الأميركية للاقتصاد العالمي.

آخر الأخبار
مياه الشرب منكهة بطعمة بالصرف الصحي في المزة 86  القيمة السوقية تتخطى حاجز الـ 2 مليار دولار  " التجاري " يسهّل إيداع الأموال في المنافذ الحدودية بالقطع الأجنبي  الشيباني يبحث مع نظيره النرويجي في أوسلو قضايا مشتركة المرفأ الجاف في حسياء الصناعية يدعم تنافسية الاستثمار فعاليات مجتمعية بطرطوس لمواجهة التلوث بالمواد البلاستيكية  معهد واشنطن: العنف الطائفي مرشّح للتصاعد ما لم تتحقق العدالة الانتقالية في سوريا باخرة تؤم مرفأ طرطوس محملة بـ 40 الف طن زيت نخيل لبنان: التنسيق مع دمشق والمنظمات الدولية لإطلاق خطة عودة النازحين السوريين تجميل وصيانة للمرافق في وسط دمشق.. وأحياء خارج دائرة الاهتمام "صحة حلب".. نقل مرضى الأمراض النفسية إلى مركز متخصص العدالة الانتقالية بين المفهوم العام ومطالب الشعب في سوريا  نشاط دبلوماسي سوري مكثف على هامش منتدى أوسلو للسلام فريق طوارئ لدرء مخاطر الكوليرا في درعا نظافة حلب في صيف ملتهب.. تهديد لصحة الإنسان والبيئة   الدراجات النارية.. الموت المتحرك   خطر يهدد الأمن المروري وضجيج متواصل.  مقبرة جديدة في ريف حماة توثق إجرام نظام الأسد المخلوع مرسوم رئاسي بمنح كل مزارع يسلم قمحه إلى مؤسسة الحبوب مكافأة قدرها 130 دولاراً عن كل طن الجامعة العربية: فرض خمس دول عقوبات على وزيرين إسرائيليين خطوة مهمة للمحاسبة  سقط الطاغية.. وقوانينه تُكمل ظلمه..!  بين يَدَيْ وزارة التعليم العالي