الثورة:
أكدت سورية مجدداً أن الدول الغربية لم تلتزم بوعودها التي قطعتها لروسيا قبل عقود وواصلت تجاهل أوجه قلق موسكو المشروعة وإرسال الأسلحة والصواريخ إلى أوكرانيا دون أي حساب لعواقب ذلك على أمن المنطقة واستقرارها معربة عن استنكارها للحملة المنسقة التي تشنها هذه الدول وأذرعها الإعلامية للنيل من حق روسيا في الدفاع عن سيادتها وأمنها ودرء الأخطار التي تهدد شعبها.
وقال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بسام صباغ في بيان اليوم خلال الدورة الخاصة الطارئة للجمعية العامة حول الوضع في أوكرانيا إن ما يثير التساؤل بشأن عقد هذه الدورة أنه على الرغم من الأزمات والتحديات الكبرى التي واجهت المجتمع الدولي على مدى عقود ولم يتمكن فيها مجلس الأمن من الاضطلاع بمسؤوليته الأساسية بموجب الميثاق في حفظ السلم والأمن الدوليين فإننا لم نر حماسا لدى الدول الغربية لعقد مثل هذه الدورة الاستثنائية الطارئة ما يؤشر إلى تمسك تلك الدول بسياسة النفاق والمعايير المزدوجة وانتهاج المقاربات الخاطئة المبنية على المصالح وليس على المبادئ.
وأوضح صباغ أن ذاكرة الأمم المتحدة وأدراجها حافلة بالشواهد التاريخية على جملة واسعة من التدخلات الغربية غير الشرعية وأعمال العدوان التي ارتكبتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو والتي قتل فيها ملايين الأبرياء بدءاً من الحرب الكورية مروراً بحربها في فيتنام إلى أفغانستان والعراق وصولاً إلى سورية إلى جانب محاصرتها لشعوب دول عديدة في أمريكا اللاتينية وغيرها للنيل من خياراتها الوطنية ولم نر أن هذه الدول تتداعى إلى عقد مثل هذه الاجتماعات بل كانت تراهن على إفشالها.
وأشار صباغ إلى أن عقد هذه الدورة الاستثنائية الطارئة بشأن الحالة في أوكرانيا يأتي كجزء من الحملة المعادية لروسيا والتي مهدت لها تصريحات ومواقف عدائية واستفزازية لدول غربية لإشعال الأوضاع في أوكرانيا وتهديد أمن الاتحاد الروسي وسلامته أرضا وشعبا مؤكداً أن سورية تحرص دائماً على التأكيد على أهمية حل المشاكل الإقليمية والدولية عن طريق الدبلوماسية والحوار ودعم جهود صون الأمن والاستقرار في أي بقعة توتر في العالم انطلاقا من إيمانها بأهمية احترام مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة.
وأعرب صباغ عن استنكار سورية للحملة المنسقة التي تشنها وفود الدول الغربية وأذرعها الإعلامية ضد روسيا والتي تتضمن نشر معلومات عدائية مضللة وادعاءات باطلة وصورا وفيديوهات مفبركة تستهدف النيل من حق الاتحاد الروسي الطبيعي في الدفاع عن سيادته وأمنه ودرء الأخطار التي تهدد شعبه بالشكل الذي كفله ميثاق الأمم المتحدة لافتاً إلى أن الأمر وصل بالدول الغربية إلى إغلاق أجهزة الإعلام الروسية ومنعها من الوصول إلى الأوروبيين.
وبين صباغ أنه منذ الانقلاب الذي وقع في أوكرانيا عام 2014 تجاهلت الدول الغربية الحقائق والروابط التاريخية بين الشعبين الأوكراني والروسي وبشكل خاص المعاناة المتفاقمة لأهالي دونباس على مدى السنوات الثماني الماضية حيث غلبت تلك الدول رغبتها في منح الناتو رقعة نفوذ على حدود روسيا على حساب حياة وسلامة المدنيين في دونباس ومعاناة المواطنين الروس في لوغانسك ودونيتسك وعندما شرع الاتحاد الروسي بعملية خاصة لحماية هؤلاء شنت الدول الغربية حملة تباك على ميثاق الأمم المتحدة وما أسمته المعاناة الإنسانية في أوكرانيا متجاهلة الأسباب الحقيقية لأزمة افتعلتها هي ذاتها ووقفت وراءها بما يمثل قمة النفاق السياسي.
ولفت مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إلى أن التصعيد الجاري بين روسيا وأوكرانيا هو نتيجة لنكوص الدول الغربية بالوعود التي قطعتها للاتحاد الروسي قبل عقود وتجاهلها أوجه القلق الأمنية المشروعة له واندفاعها عوضا عن ذلك لإرسال الأسلحة والصواريخ إلى أوكرانيا بشكل سخي ودون أي حسابات لعواقب ذلك على أمن المنطقة واستقرارها بالرغم من أن الاتحاد الروسي دأب على تقديم مقترحات عملية ومارس أعلى درجات ضبط النفس تجاه كل محاولات الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين ومسؤولي حلف الناتو للتصعيد فإنه تم تجاهل تلك المقترحات ولم يتم الأخذ بجدية بأوجه القلق الأمنية الروسية الواردة فيها.
وأوضح صباغ أن الولايات المتحدة والدول الغربية تلجأ مرة أخرى إلى سلاح فرض إجراءات قسرية غير شرعية أحادية الجانب تنتهك مبادئ القانون الدولي وأحكام الميثاق ولا تخدم إلا زيادة الأوضاع سوءاً وتعقيداً والإضرار بشعوب المنطقة بأكملها مؤكداً إدانة سورية بأشد العبارات سياسات الحصار والعقاب الجماعي الغربية على الشعوب وتشديدها على أن الوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ يحتم مواجهة السياسات العدوانية للقوى الغربية ووجوب التصدي لها بكل الأشكال الممكنة باعتبار ذلك مصلحة مشتركة ودائمة لكل الشعوب المناهضة لهيمنة واستباحة العالم من قبل تلك القوى.