(حكاية في دمشق).. الاحتفاء بالحب

الثورة – فؤاد مسعد:

كثيرة هي الحكايات التي نتجت عن حرب لم تنجُ عائلة سورية من آثارها وتداعياتها بشكل أو بآخر، ضمن هذا الإطار يُقدم فيلم (حكاية في دمشق) حكايته بكل ما فيها من شفافية ورومانسية ودفء إنساني، جمعت عبر تفاصيلها بين الوجع والابتسامة، الجرح والضحكة، البساطة والعمق ، لتقدم مفارقات وتناقضات واقعية شبيهة بالحياة منتصرة إلى الحب، ولعل واحدة من العبارات التي مرت في الفيلم (الورد الذي لا يُسقى يموت بصمت) تلخّص مقولة أساسية سعى إلى إبرازها تنبه لأهمية وضرورة (الحب) في الحياة، فكل العلاقات التي قُدمت كان عمادها ومنطلقها، علاقة زياد بعمه، وعلاقته بكل من زوجته وابنته الراحلتين، وبشخصية لينا التي تعرّف عليها في الحارة، كما نتلمس علاقة لينا بعملها فهي بائعة أشغال يدوية تغزلها من روحها وتبثها حباً كبيراً، وهناك علاقة صديقتها ريم بالشاب الذي استشهد بدافع حبه لأرضه ووطنه. فالحب بأشكاله وألوانه حضر عبر أركان الفيلم ليشكّل دعوة حارة بألا نسمح لمصاعب الحياة أن تسرقه منا.
(حكاية في دمشق) الفيلم الذي تابعه الجمهور بشغف خلال عرضه الخاص مساء أمس في دار الأسد للثقافة والفنون من إخراج أحمد ابراهيم أحمد، وسيناريو وحوار سماح القتال، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما، انطلقت كاميرته في مشاهده الأولى تجول بين أزقة وحارات دمشق القديمة المحمّلة بفيض من الدفء والحميمية، هي حالة تعشيق مع المكان بكل ما يضمه بين أروقته من علاقات تتسم بطابعها الإنساني الخاص النابع من روح الحارات العابق بالأصالة، وما يُعمّق هذا الشعور المفارقة الواضحة التي قارن فيها الفيلم بين هدوء الحارات القديمة وضجيج الأحياء الحديثة، ولنتلمس من خلال الأحداث المتلاحقة أن المحبة التي تربط بين سكان هذه المدينة كانت حجر الزاوية في صمودها.
شكّلت الأغنية التي قدمها الفنان غسان مسعود مدخلاً للأحداث التي ما لبثت أن تدحرجت وسارت بنا من حدث إلى آخر لتتكشف تفاصيل الحكاية رويداً رويداً مجسداً فيها دور (العم) الذي تركت الحرب في داخله ندوباً عميقة وحزناً كبيراً.. فتارة هو أسير الماضي ويتكئ عليه، وتارة أخرى يعيش الواقع بكامل ألمه متمسكاً به متحاشياً التخلي عنه، ولعل المشهد الأكثر تأثيراً الذي أداه تجلى في جلوسه عند قبر ابنته يناجيها ويناديها، وبدا واضحاً الصراع الوجداني الذي عاشه وعانى منه زياد أيضاً (أدى الدور لجين اسماعيل) الذي مر بمجموعة من التناقضات وسط حالة من التشتت والضياع، في حين اتسمت شخصية لينا (أدتها جينا عنيد)، بالرومانسية والبساطة الأمر الذي ظهر حتى عبر التفاصيل المختلفة بما فيها ألوان الثياب، وكان هناك حرص على التلوّن في القصة فإلى جانب الخط الأساسي هناك خط شخصية ريم (أدتها رنا كرم) التي كسرت الإيقاع بروحها المرحة.
السعي إلى التقاط روح المشهد بما ينبض به من إحساس كان المحرك الرئيسي لكاميرا المخرج أحمد إبراهيم أحمد الذي حقق صورة تميزت بالرهافة والرومانسية مجسداً مقولة العمق في البساطة يكمن، مقدماً جرعة كبيرة من المشاعر الإنسانية والوجدانية لينهي فيلمه بدفق من التفاؤل والأمل، مراعياً أدق التفاصيل، إضافة إلى اهتمامه بالموسيقا التي ألفها الملحن طاهر مامللي وجاءت محاكية للجو العام وطبيعة المكان حاملة بين نغماتها روح الحياة.

آخر الأخبار
تجربة نموذجية تعبر عن اتجاه سوريا الجديدة ترامب ينشر خريطة الانسحاب داخل غزة.. وتحضيرات لمؤتمر القاهرة صناديق الاقتراع تغلق.. والأنظار تتجه إلى أداء المجلس القادم حلب تغلق صناديق الاقتراع وتبدأ فرز الأصوات ورشات عمل عاجلة في حلب لتحديد مشكلات القطاعات الصناعية  الانتخابات لمجلس الشعب.. بداية لعهد تشاركي يعيد الثقة للمواطن  الشرع: الانتخابات محطة مهمة وبناء سوريا مسؤولية جماعية سوريا تنتخب.. مشهد جديد وتفاؤل مبشر السومة خارج قائمة المنتخب لمباراتي  تصفيات كأس آسيا  الشرع: البلاد طوت صفحة الحرب وتستعد لمرحلة تشريعية جديدة أعضاء لجان انتخابية بحلب: مستقبل أفضل للبلاد  أهم الاستحقاقات.. مجلس الشعب المكان الأمثل للحوار الوطني أسماء الفائزين في انتخابات مجلس الشعب بدرعا  أعضاء لجان انتخابية بحلب: مستقبل أفضل للبلاد برلمان جديد يولد من صناديق اقتراع السوريين المطر على الأبواب.. الإسفلت يصل إلى المركز أولاً والضواحي تنتظر تقنيات التعليم وضروراتها في العملية التعليمية طريق دمشق - السويداء يشهد تحسناً ملحوظاً بحركة المسافرين ديمقراطية تتجسد على أرض الواقع..دمشق تنتخب بروح جديدة هل هذه نهاية الحرب في غزة؟