الثورة – ديب علي حسن:
في حساب الزمن تسعة وخمسون عاماً عمر ثورة الثامن من آذار.. ولكن بمقياس العمل والإنجاز الحقيقي على أرض الواقع منذ أن استقرت الاستراتيجية مع قيام الحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد.
رحلة زمنية يجب أن تُقاس وبكل المعايير، لأنها فعلاً مرحلة الإنجاز والقدرة على الفعل، وجعلت سورية في قلب القدرة على الفعل، فلم يبق المكان والموقع هما اللذان يميزانها.. بل الدور السياسي والثقافي والحضاري، وبذلك تعاظم الحضور والقدرة على المساهمة في مسار الأحداث العالمية.
وإذا كان لابد من قراءة ما على الصعيد الداخلي فعلى من يقرأ صديقاً كان أم عدواً أن ينظر إلى حجم ما تأسس وما تم وما بني عليه.
هل يصدق أحد ما أن مئة ليرة عام ١٩٨١ كانت رسم التسجيل الجامعي؟
وأن المؤسسات التي ماتزال شامخة قدمت ليس للسوريين وحدهم بل لكل العرب أينما كانوا.. قدمت ومازالت مع كل ما يجري، العلم والمعرفة والطب وغير ذلك.
البعث في ذكرى ثورته هو اليوم بحاجة لكل العمل الثقافي والفكري الذي يعيد الألق إلى الأهداف والغايات، وإذا ما كانت قوى التآمر قد استطاعت أن تحرك وحوشها للنيل من منجزات ثورة آذار في البناء الداخلي والسياسي والفكري فإن المرحلة التي يمر بها العالم تشير إلى أن الصمود الذي أبداه السوريون لهو دليل على صدق الانتماء والفعل، وعلى تجذر البعث فعلاً وقولاً على الرغم من كل المشهد الذي نراه.
ولن نكون خارج الرؤيا الحقيقية لذا علينا أن نعترف أننا في هذه التحولات الكبرى أمام ضرورات إعادة صياغة الكثير من ادبياتنا الفكرية والثقافية والسياسية..
والخلل هنا أو هناك هو من طبيعة العمل، ومن لا يعمل لايخطيء، ولكن علينا آلا نظل بعيدين عن النقد الذاتي.
نحن أمام نصر سياسي وعسكري صان وسيبقى يصون إنجازات آذار ثورة وتصحيحاً ومسيرة تحديث، وعلى هذا الشموخ الراسخ وانطلاقاً منه، والحفاظ عليه.. المرحلة تقتضي تضافر الجهود الخلاقة المبدعة، والعمل على كنس كل ما علق بالمجتمع من شوائب وأوضار..
لابد من مراجعات عامة وشاملة، وهذا قد حان وقته، ومن حقق النصر يعرف كيف يصونه.

السابق