ثورة أون لاين – مصطفى المقداد: لم يحمل وصول طليعة المراقبين الدوليين الهدوء والاستقرار إلى سورية، ولم تتوقف المواجهات وعمليات القتل والاختطاف والتخريب في المحافظات والمناطق التي شهدت مثل تلك العمليات سابقاً، وخاصة محافظات حمص وحماة وإدلب، كما لم تتوقف حملات التحريض الإعلامي والتزييف في المحطات ووسائل الإعلام الضالعة في التآمر أصلاً، ولم تتوقف الدول الراعية للإرهاب عن الاستمرار في تهريب السلاح إلى المجموعات التخريبية، فضلاً عن رفع مستوى المعاداة لسورية، الأمر الذي يضع مهمة عنان وفريقه أمام احتمالات متباينة وذلك في ظل توافق كامل في مجلس الأمن لأول مرة على دعم مهمة عنان لإيقاف العنف من قبل جميع الأطراف والدخول في عملية الحل السياسي، وأساسها الحوار الوطني. فثمة جهات لم تعد تخفي موقفها في العمل على تخريب أي مشروع للحل، وأي مشروع إصلاحي، وذلك من خلال الدعم المالي والعسكري للمسلحين من جانب، وزيادة النشاط السياسي الخارجي في خلق كيانات سياسية لاتحظى بتأييد حقيقي داخل الشارع السوري، ومحاولة تقديمها للعالم الخارجي، والمجتمع الدولي على أنها تمثل المعارضة، وتعبر عن المجموعات المسلحة والجماعات التخريبية. وعلى الرغم من فشل كل المحاولات لإيجاد صيغة تظهر معارضات الخارج على توافقها على مشروع واحد، إلا أن تلك الدول مازالت مستمرة للعمل على إجهاض أي محاولة لإيجاد حل حقيقي للأزمة من جانب آخر.
ولكن بالمقابل تتابع سورية تنفيذ مشروعها الإصلاحي في الداخل بعد موافقتها على خطة عنان والالتزام بتفاصيلها كاملة، كما التزمت سابقاً بخطة الجامعة العربية ومراقبيها، وما رافقها من إجهاض مبرمج لنتائجها على أيدي كل من السعودية ودولة قطر في خطوة تظهر استمرار عمليات التخريب المبرمج بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
ويدرك المتابعون أن اللجنة الدولية لن تبتعد بنتائجها كثيراً عن نظيرتها العربية لأن الوقائع على الأرض تخالف تماماً كل ادعاءات دول التآمر ووسائل الإعلام المرتبطة بها، وعندها سيكون المجتمع الدولي أمام استحقاقات جديدة، ولن تقوى قوى التآمر على المضي في مشروعها، وستجد نفسها مضطرة للبحث عن آليات جديدة وستدخل المعركة مرحلة جديدة تكون سورية في نهايتها صاحبة مشروع الانتصار، فالحق يفرض نفسه في النهايات الحقيقية كلها.
عن جريدة الثورة