الثورة _ فؤاد مسعد:
يبقى للدراما الاجتماعية المعاصرة وقعها في نفوس المشاهدين في شهر رمضان المبارك ، خاصة إن جاءت قريبة منهم تحاكي همومهم ومشكلاتهم وتلامس شخصياتهم دون أن تقع في فخ الاغتراب عن الواقع الذي سبق وسقطت فيه العديد من الأعمال ، فاليوم هناك معين كبير من الأحداث وسط مجتمع يعيش مجموعة من التحولات يحتاج إلى دراما تغوص إلى العمق لتنبش من الحياة حكايات تكون الأكثر التصاقاً بالناس والأكثر حرارة وجرأة وواقعية. فما المسلسلات الاجتماعية المعاصرة السورية الطويلة التي ستعرض خلال الشهر الفضيل وما سماتها والموضوعات التي تتناولها ؟.
يعود مسلسل (على قيد الحب) بالمشاهد إلى الدراما العائلية من خلال حكاية تدور أحداثها في الوقت الراهن ، العمل الذي حمل توقيع باسم السلكا في الإخراج وفادي قوشقجي في التأليف يرصد مجموعة من الصراعات بين عائلتين وسط علاقات إنسانية متشابكة ، فنتابع حكاية الصديقين العتيقين أمين وحسان اللذين تمتد صداقتهما الراسخة إلى أكثر من أربعة عقود وتكللت علاقتهما بالمصاهرة حتى أصبحت عائلتاهما عائلة واحدة ، تجمع بين أفرادها المودة ووحدة الحال إلى حدٍ كبير ، ولكن تتعرض هذه العلاقة إلى اختبار كبير بسبب الأبناء والأحداث التي يلقي بها الماضي ظلاله الثقيلة على الحاضر ، الأمر الذي من شأنه إثارة السؤال الحار : هل يمكن لهذه التحديات أن تنال من العلاقة بين الصديقين العتيقين أم أن صداقتهما ستكون أقوى وأمتن ؟.
مسلسل (دفا) إخراج سامي جنادي وتأليف بسام مخلوف وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، يتناول عبر محاوره العديد من الخطوط الدرامية التي يسلط الضوء من خلالها على هموم ومشكلات الشباب التي تدور أحداثها في الوقت الراهن بكل ما تحمل من تداعيات للحرب الاقتصادية والمعيشية على مفردات وتفاصيل الحياة مما يُعمّق من الصراعات القوية التي يعيشونها وسط تحدي الذات ، الأمر الذي ينعكس حتى على طريقة تعاطيهم مع أحلامهم وطموحاتهم التي يسعون إلى تحقيقها بالتصميم والإرادة وقوة العزيمة في محاولة للدفاع عن هواجس ومشاريع تحمل الكثير من الأمل ، ويعتبر العمل بإطاره العام دعوة للنهوض بالعلاقات الإنسانية والاجتماعية الدافئة ، كما يحضر فيه مفهوم الحب بكل تلوناته وأشكاله المتعددة عبر قصص مختلفة ومتنوعة.
تتصاعد حدة التشويق والغموض في الجزء الثاني من مسلسل (مقابلة مع السيد آدم) تأليف وإخراج فادي سليم ، شاركه في كتابة السيناريو شادي كيوان ، حيث تدور الأحداث ضمن إطار بوليسي ويستمر الطبيب الشرعي (آدم) في عملية الانتقام المتسلسلة التي بدأها بالجزء الأول بعد وفاة ابنته الوحيدة وطالت عددا من المتورطين في موتها ، ومن الساعين إلى الانتقام أيضاً الفتاة المصرية نور التي تبحث عن الثأر لمقتل أختها ، مما يدفع باتجاه أن يكون لها خط درامي مؤثر وفاعل في الأحداث . أما مسلسل (كسر عظم) إخراج رشا شربتجي وتأليف علي معين صالح فيحكي عن المجتمع السوري بعد الحرب ، وضمن هذا الإطار تؤكد مخرجته أن قصته ممتعة ومهمة ويحوي تفاصيل وشخصيات تشبهنا ، سنرى احداثاً تنوس بين الظلم والعدل والحب والحزن والموت والبحث عن الأمان .
وهناك أيضاً مسلسل (مع وقف التنفيذ) إخراج سيف سبيعي وتأليف علي وجيه ويامن الحجلي . ومسلسل (لو بعد حين) الذي كان اسمه سابقاً (رد قلبي) وهو من إخراج عمار تميم وتأليف فهد مرعي وتدور أحداثه ضمن إطار بوليسي وتنطلق من جريمة قتل تجري في حفلة زفاف ولكن تكرار جرائم القتل يزيد الأمور تعقيداً حيث تتشابك الخطوط وتزداد غموضاً ، ويبقى الهدف معرفة هوية الفاعل وسط أحداث تحوم حول فكرة الانتقام والثأر .