الثورة- تحقيق – سهيلة إسماعيل:
لا تزال مشكلة الازدحام في باصات النقل الداخلي، سواء التابعة لشركة النقل الداخلي أو لشركة النور الخاصة، هي الظاهرة الأبرز في مدينة حمص، ما يجعل المواطنين ولا سيما الموظفين وطلاب الجامعة يعيشون معاناة يومية للوصول إلى أماكن دوامهم وعملهم.
المشكلة قائمة وعلى مرأى من مجلس مدينة حمص والجهات المعنية الأخرى التي لم تحرك ساكنا لحلها أو التخفيف منها. ورغم انتشار جائحة كورونا ورغم شكاوي المواطنين الكثيرة. ولم تساهم السرافيس العاملة على بعض الخطوط في حل المشكلة؛ وكأنها أصبحت مزمنة ومستعصية كبقية المشاكل الأخرى الموجودة.
واللافت في الأمر أن الازدحام يزداد على بعض المحاور دون غيرها لنكتشف أن هناك خللاً في توزيع أعداد الباصات العاملة على خطوط الربط بين أحياء المدينة ومركزها.
*معاناة دائمة للمواطنين..
أكدت “ر.ش” وهي طالبة في جامعة البعث وتقطن في حي وادي الدهب جنوب المدينة أنها تنتظر أكثر من نصف ساعة صباحا حتى يأتي الباص لتصل إلى الجامعة. مضيفة أنها لا تستطيع أن تأخذ سيارة تكسي بسبب ارتفاع أجور النقل ما يرتب عليها أعباء مادية إضافية وتزداد معاناتها تفاقماً أيام الامتحانات لأنه ليس بإمكانها التأخر على امتحانها. وختمت حديثها قائلة: أضطر للصعود في الباص رغم أنه يكون مليئاً بالركاب لكي أصل في الوقت المحدد إلى دوامي.
وأكد “رامي” وهو يقطن في حي ضاحية الوليد ويعمل في مالية حمص الواقعة في مركز المدينة أن معاناته في الوصول إلى مكان عمله باتت يومية فالباصات تتأخر في المجيء والسرافيس المخصصة للحي قليلة العدد، كما أن الازدحام يكون على أشده في أوقات الذروة أي بين السابعة والنصف والثامنة صباحا وعند العودة في الساعة الثالثة بعد الظهيرة.
مضيفاً أن باصات وادي الدهب، مساكن الشرطة، وهي تخدم أكثر من حي في المدينة، لا تصل إلى مركز المدينة …!!
– ورأت “فاطمة .ع” وهي تقطن في حي كرم اللوز وعملها في مركز المدينة أيضاً أن الجهات المعنية لم ولن تحاول إيجاد حل لمشكلة النقل وما يحصل من ازدحام كبير على باصات النقل الداخلي والسرافيس صباحا وظهرا يدعو للاستغراب لأن المشكلة ليست وليدة اللحظة وإنما هي موجودة منذ سنوات.
بينما أكد “محمد.أ” القاطن في حي النزهة أنه وبحكم عمله مضطر للذهاب يوميا إلى مركز المدينة.
وإن ما فاقم المشكلة مؤخرا هو غلاء المحروقات ولجوء بعض أصحاب السرافيس إلى بيع مخصصاتهم من مادة المازوت ضاربين عرض الحائط بمصلحة المواطن المغلوب على أمره والمُجبر للذهاب يوميا إلى مركز المدينة وفي وقت محدد.
*مجلس المدينة يعول على الحكومة..
لم ينفِ رئيس مجلس مدينة حمص المهندس “عبدالله البواب” عندما طرحنا مشكلة النقل أمامه. حيث أكدها معوِّلاً بحل قادم على يد رئاسة مجلس الوزراء . إذ سيتم شراء 400 باص نقل داخلي وعندها سيكون لمدينة حمص عدد من الباصات لحل الأزمة الموجودة حالياً، مضيفاً أنه من المفترض أن يكون فرع الشركة العامة للنقل الداخلي في مدينة حمص هو الذراع الأقوى المتواجد على خطوط الأحياء وضواحي المدينة مبررا تقصيره بوجود صعوبات جمة لديه كنقص المحروقات وقلة عدد الباصات وغيرها من الصعوبات الأخرى ما انعكس سلبا على وضع النقل في المدينة، مشيرا إلى أن المجلس أبرم عقدا مع شركة النقل الداخلي “النور” لكن باصاتها وبحسب بنود العقد تعمل على بعض المحاور فقط والأحياء غير المُخدمة بالباصات تم تخديمها بالسرافيس كخط النزهة، السوق وخط حي الورود، كرم اللوز، السوق وخط الإنشاءات، الغوطة وخط حي الوعر، المشفى العسكري وضاحيتي الوليد والمجد.
*شركة النقل الداخلي تبرر..
وفي اتصال هاتفي مع مدير فرع الشركة العامة للنقل الداخلي بحمص “علي حسين” تكلم عن وضع الشركة وسبب عدم تخديمها لكافة أحياء المدينة قائلاً: يعاني فرع الشركة من نقص في عدد السائقين والفنيين والباصات، حيث يبلغ عدد الباصات العاملة حاليا في الشركة 64 باصاً من إجمالي العدد البالغ 112 باصا والمحاور المُخدَّمة من قبل الشركة ثمانية محاور فقط، أما بخصوص الباصات غير العاملة فهي قيد الإصلاح. وقد طلبنا تعيين سائقين عن طريق المسابقة المركزية المُعلن عنها من قبل وزارة التنمية الإدارية حاليا ويحتاج الفرع لـتعيين 170 عاملا بين سائق وفني ما سيساهم في تحسين واقع العمل في الشركة.
*وأخيراً
ليست المرة الأولى التي نشير فيها إلى مشكلة النقل في حمص وما يتبعها من معاناة المواطنين ونتمنى أن تكون الأخيرة. وأن تمارس الجهات المعنية في المحافظة دورها على أكمل وجه فقد وعد المسؤول عن مديرية النقل في مجلس مدينة حمص المهندس “وائل عبيد” العام الماضي برفد بعض الأحياء ذات الكثافة السكانية بباصات إضافية لكن شيئا من هذا القبيل لم يحدث حتى الآن.
مع العلم أن هناك لجنة منبثقة عن المكتب التنفيذي لقطاع النقل في المحافظة واسمها “لجنة النقل” لكن يبدو أن الأمور تزداد سوءا عندما تكثر اللجان…!!