حين «تندهش» السعودية..!!

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم:
تضيف مملكة بني سعود إلى قاموس السياسة كل ما هو غريب، وتتلاحق تلك الإضافات كلما شعرت بأن التطورات غير المحسوبة، أو أن مغامرتها تحشرها أكثر في الزاوية الضيقة، لأن أمر العمليات الأميركي اليومي لم يعد واضحاً بما يكفي، وينطوي غالباً على أحجيات صعّبت مهمة فصيل بني سعود، وقد باتت في أرذل العمر أكثر صعوبة.

ما كان يدفعها في العادة إلى التعبير عن غيظها وإبداء التبرم من التصرف الأميركي هو عدم تطابقه مع أجندتها في دعم الإرهاب، والاختلاف في تراتبية الأولويات على المسار ذاته، لكنّ تعبيرها الأخير من الموقف الروسي، بدا وكأنه محاولة استنساخ للهذيان الذي تعربد فيه بمواقف غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الدولية.‏

فحين استغربت هذا الموقف، لم يكن في الأمر ما يثير أو يمكن التوقف عنده، لأنها لم تعتد يوماً على علاقات بين دول تقوم على احترام السيادة والقرار المستقل، وحين تندهش فإنها تحاكي هواجس وأوجاع ما تعانيه من لغة التبعية، والحاجة الدائمة إلى الرعاية الأميركية، وحين تعجز تستعين بإسرائيل في نهاية المطاف.‏

لا يستحق الأمر التعليق، ولا يحتاج إلى كثير من الشرح، لكنه بالنسبة لبني سعود قد يستغرق عقوداً إضافية حتى تفك لغز وجوده، وبالتالي لا بد من إعادة الشرح بشيء من التفصيل.‏

فالموقف الروسي يقوم على مبادئ القانون الدولي، وهذا ما لا يستطيع «بني» سعود فهمه ولا تفهّمه، لأن كل من تعاملوا معهم بالتبعية المهينة كانوا يتناقضون مع القانون الدولي ومبادئه، وقد ضمنوا بقاءهم ووجودهم الوظيفي على أساس تلك التبعية.‏

والموقف الروسي يقوم على أساس الاحترام المتبادل، والاحترام في القاموس السعودي لا مكان له ولا موضع، فقد اعتادت على دور وظيفي تابع يدور في فلك الآخرين، وكل ما جنته قلة الاحترام والسخرية والاستهزاء من قبل أميركا والغرب.‏

والموقف الروسي يناصر القضايا العادلة ويضع معايير ثابتة في تعامله مع الدول الأخرى، والسعودية عاشت على الشعور بالدونية تجاه الآخرين وحتى أموالها لم تنفعها في تعويض إحساسها بالنقص، وهي التي لم تعرف يوماً ماذا يعني القرار المستقل.‏

والموقف الروسي يرفض الإرهاب ويدعو لمحاربته، ويرى بالقرائن والأدلة أن ما تواجهه سورية هو إرهاب منظم تقوده السعودية وتشجعه أميركا وفرنسا وبريطانيا، وتقدم له الرعاية دول أخرى في المنطقة، وهذا في المفهوم السعودي يدعو إلى الدهشة لأنها لم تتعامل إلا مع الدول الراعية للإرهاب أو تلك الحاضنة له، أو التي وظفته وتوظفه حتى اللحظة لتحقيق أطماعها في المنطقة.‏

حين تندهش السعودية علينا ألا نبحث عن السبب، وعندما تتعجب أيضاً، ففي أرذل العمر كل شيء يدعو إلى الدهشة والعجب من «الأفكار الممتازة» في تسليح الإرهابيين وصولاً إلى الحشد السياسي والإعلامي وتعبئة المرتزقة والإرهابيين وتجيير الموقف والدور والوظيفة في دعم الإرهاب.‏

في المفارقات السياسية أن السعودية تصاب بالدهشة حين لا يكون هناك مبرر، ويطولها الاستغراب حين لا يتوافر الحد الأدنى من مسوغاته، وهي تدرك أن ربع الساعة الأخير يحفل بالكثير من الغرابة، وفي الهزيع الأخير من المخططات الفاشلة تكثر الأحجيات، لكنها لا تلغي الحقائق وأن بني سعود باتوا على عتبة اليقين القادم باستحالة تحقيق ما عجزوا عنه في سنوات خلت من التآمر والخيانة والتبعية.‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة