الثورة – حرر التقرير الإخباري لجين الخطيب:
يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكتفِ بدفع أوكرانيا إلى ساحة صراع مع روسيا وتقديم الدعم السياسي واللوجستي إليها، بل تحاول الضغط على كييف لعدم الانصياع إلى مطالب موسكو التي تهدف إلى الحفاظ على أمنها القومي، وبالتالي عرقلة عملية المفاوضات بين البلدين، فالأمريكيون على الأرجح يمسكون بيد الوفد الأوكراني ولا يسمحون له بالموافقة على الحد الأدنى من المطالب الروسية، وذلك حسب رأي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي حمّل واشنطن المسؤولية في فرض موقفها على الحكومة الأوكرانية في المفاوضات المتواصلة بين موسكو وكييف، لافتا إلى أن مشاركة الوفد الأوكراني في المفاوضات كانت شكلية بالبداية، لكن لاحقا “تم تحسين بعض الحوار”.
وبحسب ما نقلته “روسيا اليوم” أكد لافروف أن “العملية لا تزال تمضي قدماً” على الرغم من كل العوائق، معتبراً أن ما يجري حالياً في أوكرانيا وما حولها يمثل ذروة النهج الذي بدأ الغرب إتباعه بحق روسيا منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي “عندما أدرك أن روسيا لن ترضخ لإملاءاته وأن لديها رأيا خاصا بها”.
وأعرب الوزير عن أمله في أن تتوج العملية الروسية في أوكرانيا بتبني وثائق شاملة تخص هواجس موسكو، منها المسائل الأمنية ووضع أوكرانيا الحيادي مع تقديم ضمانات أمنية إليها، بالإضافة إلى حظر القوانين التي تشجع على النازية وتخالف حقوق الناطقين باللغة الروسية.
في السياق، قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أنه لا يستبعد انتهاء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا قريبا، مؤكدا أن على كييف توقيع إجراء استستلام في حال عدم توصلها لاتفاق مع موسكو.
وقال لوكاشينكو في مقابلة مع قناة “تي بي اس” التلفزيونية اليابانية”: أنا مقتنع بأن هذا الصراع – العملية الروسية – سينتهي بالسلام في المستقبل القريب”.
يذكر أن أربع جولات من المفاوضات تم عقدها بين روسيا وأوكرانيا، كان آخرها في 14 آذار الحالي بهدف وقف العملية العسكرية الروسية الخاصة التي انطلقت منذ شهر تقريبا لحماية إقليم دونباس، إلا أن تلك المفاوضات لم تأتِ حتى الآن بنتيجة إيجابية بسبب تعنّت الوفد الأوكراني وإصراره على مطالبه التي تهدّد أمن موسكو وأبرزها السعي إلى الانضمام لحلف الناتو.
