الثورة – يمن سليمان عباس:
كان الخبر أمس أن الاعتدال الربيعي قد بدأ وقد تساوى الليل والنهار.. خبر ليس عابراً ولا عاديا في بلاد الشام حيث الإرث الحضاري والتراث الشعبي الذي ازدهى بالأرض وتوالي الفصول…
وكان الاحتفاء ومازالت بقاياه بصيغ مختلفة موجودة و لاسيما فصل الربيع الذي يجمع بين عدة فصول بل يكاد يجمع الفصول الأربعة، لكنه متقلب متغير متوثب.. أمطاره سريعة وغزيرة.. ورياحه هوجاء في الكثير من الأحيان.
لكنه فصل الشذا الذي يضوع من كل ما يتفتح والخصب والعطاء، ولهذا كانت طقوس الاحتفاء به قديمة جداً، وتكاد معظم الأعياد التي تحتفي بالتحولات والولادة والخصب في هذا الفصل الذي يعني الزراعة السريعة أيضا وتفتح الكروم وأزهارها لموسم النضج في الصيف أو الخريف.
الربيع حكايا فصول على الأرض وفي النفوس التي تبدأ تغادر كآبة فصل الشتاء صحيح يقولون: لولا دموع الشتاء ما كانت أزاهير الربيع ولا ثمار الصيف…
لكن الصحيح أيضا أنه في العالم كله فصل الخصب والبرعمة والاحتفاء بدورة حياة جديدة.
ولكن الأجمل في طقوس العالم الاحتفالية بهذا الحدث هو في سورية أو لنقل بلاد الشام.. فالاحتفال ذو عمق إنساني وحضاري وجمالي ووطني، وليس من باب المصادفة أن تكون أهم الأعياد الوطنية في هذا الفصل كالجلاء لا… فالجلاء ربيع سورية الذي نضج من شقائق النعمان المعطرة بدماء من ارتقى..
إنه الربيع… سورية الأم الكبرى وعمود الأرض التي تسند السماء.
كل عام وأنتم جميعاً بألف خير.. ولكل الأمهات.. والأم الأكبر سورية وربيع أبنائها الذي يَعد بالأفضل دائماً.