الثورة – حلب – فؤاد العجيلي :
في ندوة أقامها فرع اتحاد الكتاب العرب بحلب تحت عنوان ” التراث – رؤية مستقبلية ” أضاء المشاركون فيها على عدة أوجه من التراث بهدف الدعوة إلى ديمومته ابتداء من الماضي مروراً بالحاضر وصولاً إلى المستقبل، عبر تنشئة الأجيال على معرفة التراث وقيمته الحضارية والتمسك به لأنه يعبر عن هوية الأمة وأصالتها .
وأوضح الدكتور فاروق إسليم أستاذ الأدب الجاهلي في كلية الآداب بجامعة حلب أن الثقافة السورية هي جزء من ثقافة الأمة ، مشيراً إلى أننا نمتلك تراثاً يمتد لآلاف السنين ، ومن واجبنا أن ننقله إلى أجيالنا من أجل أن يحافظوا عليه .
وأكد الدكتور إسليم أن الحفاظ على التراث ولاسيما الأدبي منه بمختلف صنوفه هو مسؤولية مؤسساتية جماعية وفردية ، ويأتي الدور الأول في هذه المهمة للمؤسسات الجامعية والثقافية ، إذ يتوجب على الجامعات إعادة قراءة التراث وتوظيفه من جديد وتقديمه للأجيال الناشئة عبر مناهج تعليمية في مختلف الأقسام وليس حصراً في الكليات النظرية ، بل يجب أن يمتد للكليات العملية ، فكم من الأطباء كان أديباً وشاعراً وفيلسوفاً … إلخ ، وقس على ذلك العديد من الاختصاصات التي تداخل فيها الأدب فزادت المعرفة.
من جانبه الدكتور محمد حسن عبد المحسن أستاذ الأدب الحديث في كلية الآداب بجامعة حلب تناول التراث الشعبي الحلبي ، موضحاً أنه كان غنياً وشاملاً لكافة مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية .، وأنه لا يشيخ بل هو في تجدد دائم وصالح لكل زمان ومكان.
وقدم الدكتور عبد المحسن شواهد وأمثلة عديدة حول جوانب هذا التراث الشعبي الذي احتضنته حلب القديمة ، والذي وثقه العلامة خير الدين الأسدي ، حيث أوضح ” عبد المحسن ” أن هنالك أمثالا تقال في الجانب الاجتماعي ولاسيما الأسرة ، منها ما يقال عن مكانة الولد والحفيد / ما أغلى من الولد إلا ولد الولد / ، ومنها ما يقال في الجانب الاقتصادي ” التجارة” : / أعرج حلب وصل للهند / ، وكذلك مواويل تقال في هذا المجال / تاجر بدينار واسمك بالبلد تاجر – وبألف دينار نفسك أوعا لا تآجر / .
فيما تحدث الدكتور صخر علبي أستاذ في كلية العمارة بجامعة حلب عن التراث المعماري بوصفه هوية بصيرة تعبر عن تاريخ حلب وحضارتها المعمارية عبر أزمنة وعهود مختلفة ، مشيراً إلى أن كل حجرة في حلب القديمة تحكي قصة وحكاية يجب أن نعلمها لأجيالنا القادمة ، وأن فن العمارة يعطي لكل مرحلة تميزها ، وهذا ما نشاهده في معالم حلب القديمة.
وأضاف الدكتور صخر أن التراث لا يعني الحجر فقط بل يعني البشر ، وأن إحياء حلب القديمة يتطلب منا إعادة الحياة البشرية إليها ، وتوظيفها اجتماعيا ، وهذه مسؤولية جماعية يشترك فيها الجميع.
تصوير : خالد صابوني