إدارات بقيادة موظفين

 

يبدو أن حالتنا لا يريد البعض أن تنطبق عليها متغيرات العالم، ويبدو أن الأيام القادمة لن تكون بالأفضل، رغم أن البلد تجاوز قانون قيصر بجهود إدارة خبيرة لهذا الملف وإن كان له تأثير لحد معين، ومفرزات الأزمة والتدمير لم تعد بالعائق الكبيرلأن يتحسن الوضع، مشكلة البلد الرئيسية هي بغياب الموارد التي تعتبر هي الأساس للخروج من الأزمة والنهوض بالواقع، ولكن ذلك لا يبدو قريباً لأمرين: لأن المعنيين والقائمين على الإدارات يعملون كموظفين وعلى كل المستويات بغياب كامل للمبادرات بسبب ترصد الأجهزة الرقابية ومعها بعض الجهات غير المختصة لكل خطوة في هذه المؤسسات، الأمر الذي جعل هذه المؤسسات تحرص على دقة تسلسل الخطوات ومهما كانت النتائج، فمن يتبع الخطوات ولو خسرت المؤسسة التي يديرها فلا يستطيع أحد أن يوجه له أي لوم ولا حتى ملاحظة، ولكن لو عملت جهة ما دون التقيد بتسلسل الخطوات والنصوص وحققت المليارات فإن مصيراً بائساً ينتظرها، ولذلك من الأفضل أن لايجتهد وأن لا يبادر أحد فيسلم من عاقبة الجهات الرقابية والجهات غير المختصة.

هذا الواقع الذي حول جميع أصحاب القرار إلى موظفين، جعل من الفساد ينخر جميع المؤسسات والمستويات، وساهم في ذلك تدني مستوى الدخل إلى مستويات غير مسبوقة، إضافة إلى استمرار تراجعها دون وضوح نهاية أو ملامح توقف وتراجع.

وصل حال الوظيفة العامة إلى درجة عالية من التردي، لدرجة أن من يترك عمله لا يشعر بأنه خسر شيئاً، فهل هناك أسوء من هذا الشعور؟ وهل من وصل لهذه الحالة سيكون لديه مبادرات للخروج من الأزمة أو التقليل من أثارها؟

لا تنفع المبادرات ولا المراجل في قطاعنا العام طالما لم تتغير إدارات الجهات الرقابية، وتغير الجهات غير المختصة من طريقة عملها، فهل يُعقل أن نفس القوانين والخطوات لسنوات ما قبل الأزمة هي نفسها التي تُطبق في الحصار والعقوبات والحرب وشح الموارد؟

المبادرات الخلاقة لزيادة الموارد تحتاج إلى حماية أصحابها ومحاسبتهم على النتائج وليس على الخطوات، والقوانين التي تم تعديلها يجب أن يسبقها تغيير وتعديل عمل الأجهزة الرقابية وإبعاد الجهات غير المختصة عن متابعة ملفات فنية الدخول إليها يحتاج لخبرات خاصة فنية ومالية كي تعمل الإدارات في جو من الثقة وتطلق مبادرات تخدم الشأن العام.

معاً على الطريق- معد عيسى

آخر الأخبار
بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تزعزع الاستقرار الإقليمي الجنائية الدولية" تطالب المجر بتقديم توضيح حول فشلها باعتقال نتنياهو قبول طلبات التقدم إلى مفاضلة خريجي الكليات الطبية