الثورة – آنا عزيز الخضر:
يتسابق المبدعون في جميع أنحاء العالم، للاحتفاء بيوم المسرح العالمي، وكلّ منهم بطريقته، وبهدف إعلاء كلمة المسرح، وكي يبقى محراب الفن كما كان دوماً، وقد ارتأت مديرية المسارح والموسيقا، أن تقدم عرضاً مسرحياً تتلخّص جماليته، بالتوثيق لمسيرة المسرح عبر التاريخ، وذلك من خلال العرض المسرحي “مكان آخر” الذي قدّم على خشبة “مسرح الحمراء بدمشق”، والذي هو فكرة وإخراج “سهير برهوم” وإعداد “يوسف شرقاوي”..
اتّسم العرض بخصوصية الطرح الذي جمع التفرد، كعرض مسرحي امتلك المتعة والمرور على المسرح، خلال تاريخه الطويل، وأشكاله وعراقته على مستوى العالم بأكمله، فكان هذا العرض بمثابة تغطية كاملة لإبداع المسرح على المستوى العالمي، وعلى مستوى تاريخه، حيث قُدّمت فيه بانوراما مسرحيّة، إن صح القول، خاصة وأن “مكان آخر” يلخّص مسيرة المسرح وإنجازاته وإبداعاته، بإسلوب فني له خصوصيته وعوالمه الجذابة، فقد حضرت جميع الفنون في العرض، وشاركت “فرقة ميرال للمسرح الراقص”، فعبّرت عن عوالم المسرح بطريقتها، وقد استفاد العرض من آلية المسرح داخل المسرح..
مرّ العرض على المرحلة الإغريقية، ثم على “بجماليون” لـ “توفيق الحكيم”، وكان هناك مشهد تداخل فيه نصّ “هاملت” لـ “شكسبير”.. كذلك “هاملت يستيقظ متأخراً” لـ “ممدوح عدوان”، ومشهد من “بلاد أضيق من الحب” لـ “سعد الله ونوس”.. بعدها كانت مشاهد من المسرح الروسي من خلال “تشيخوف”، وقد تمّ دمجها مع نصّ فرنسي من مسرحية “دون جوان” لـ “موليير”، ومن ثم حضر مسرح العبث من خلال “صموئيل بيكيت”، ليتمّ التركيز بعدها، على رائد المسرح السوري “أبو خليل القباني” وتقديم مشهد حرق مسرحه، وبعض المقاطع من “هارون الرشيد وقوت القلوب”، ليكون الختام مع “محمد الماغوط” وسرديات لـ عامل النظافة من مسرحية “خارج السرب”، مع المرور على “بيت الدمية” لـ “هنريك إبسن” و”حكاية جيسون وميديا”..
ولم ينس العرض رواد المسرح السوري ومبدعيه، من كتّاب ومخرجين وممثلين، إضافة إلى ذكر عروض ومسرحيات كانت شاهدة على إنجازات هذا المسرح العريق.