الثورة – نيفين عيسى:
تبدو البدايات غريبة ورُبّما صعبة في بعض الأحيان، لكنها تترك أثراً في النفوس عندما تتحوّل إلى حالة اجتماعية تستحقّ التقدير، وهو ما ينطبق على عمل المرأة في مجالات لم تكن ضمن مجالات عملها.
إعداد وبيع حلوى غزل البنات ليس أمراً مستغرباً، لكن نبال قشاش خريجة معهد تمريض اختارت أن تضع عربتها أمام أحد المطاعم في صحنايا بريف دمشق، لتعمل بكل جدّية وثقة أثارت إعجاب الكثيرين، فيما يتوقف البعض للتأكد من أنّ الفتاة تعمل في هذا المجال.
و ذكرت نبال أنها أرادت أن تؤسس عملاً خاصاً بها لمساعدة عائلتها بتحسين ظروف الحياة وتأمين نفقات دراستها.
وتعمل يومياً حتى الساعة الثامنة مساءً.
امرأة أخرى في المنطقة ذاتها اتجهت للعمل كسائقة على سيارة عمومية (سرفيس) على خط أشرفية صحنايا، وهو عملٌ كان يبعث على الدهشة في البدايات لدى الكثيرين، لكن الأمر تحوّل مع مرور الوقت إلى مسألة عادية بنظر سكان المنطقة، ومع إصرار هذه السيدة على مواصلة عملها تماماً كما يفعل الرجال.
وعلى خط النقل الداخلي بين صحنايا ودمشق، تعمل امرأة كجابية ضمن الحافلات، لتؤكد كغيرها من النساء العاملات أن المرأة قادرة على خوض غمار الحياة ومجالات العمل جنباً إلى جنب مع الرجل، وأنّ ما قد ينظر إليه البعض بدهشة في وقت معين يتحوّل إلى قيمة إنسانية واجتماعية مع مرور الوقت.
وقد يكون السلوك الاجتماعي غير تقليدي في أحد المجتمعات بينما هو أمرٌ عادي في مجتمع آخر، لكن المرأة السورية تثبت على الدوام أنها تصنع الفرق وأنها جديرة بأي موقع تشغله.