الثورة – حمص – رفاه الدروبي:
دام عرض مسرحية “حمام روماني” مدة ساعتين للمخرج فهد الرحمون والكاتب استانسلاف استراتييف ضمن فعاليات أيام أبي الفنون لليوم الرابع قدّمته مديرية المسارح والموسيقا المسرح القومي على خشبة قصر الثقافة بحمص.
الحكاية بدأت من عقدتها عندما تمَّ اكتشاف حمّام روماني ضمن منزل “إيفان انتونوف” أدّى الدور ثائر محمد حيث يدخله البروفيسور رامي جبر.
ويبدأ عالم الآثار بالحفر والتوسُّع مستنداً إلى قرار نظامي حتى أصبح يستخدم مستلزمات صاحب البيت إيفان اليومية ما يثير غضبه بسبب الاستيلاء على بيتٍ عاش فيه وورثه من الآباء والأجداد يحمل ذكرياته في كل ركن من أرجائه ويحكي قصصاً وحكايات.
تعددت القرارات للحمّام الروماني بدخول منقذين للمسبح
وهما أحمد الدروبي وهادي المرعي حيث يؤدِّيا العرض المسرحي بأسلوب يدعونا للضحك وكأن البسمة تنتزع من ثغورنا دون الحاجة إليها باستخدام ألفاظ وتراكيب من الحياة اليومية الاجتماعية الحمصية داعية للاستهزاء والسخرية.
أما الديكور فملأ جميع أنحاء الخشبة ويتألف من غرفة نوم بداخلها سرير في الجهة اليمينية من المكان ومنضدة وكرسيين وهاتف قديم بقرص في الجهة اليسرى ومنتصف الصالة حمّام روماني.
بينما بدت الإضاءة تارة بيضاء ساطعة تُسلَّط وتختفي حسب الحدث والخروج من العرض والتهيئة لمشهد آخر في ظل مؤثرات صوتية تدل على صوت رنين الهاتف والاتصال من بعيد ومقاطع من أغنيات أوروبية وملابس تمَّ تبديلها ضمن مشاهد الحكاية.
المخرج حسن عكلا تحدث بأنَّ العرض يحمل جاذبية باعتباره يدغدغ مشاعر الحضور بشيء من التهريج غايته إضحاك الجمهور فكان الضحك قضية العرض الرئيسة والأهم رسالة النص الأساسية لكنَّه قدَّم تناقضات بشعة بعصر مبتذل ويلخص قضية جوهرية مفادها أنَّ الحق يضيع، عند ضياع القضية الإنسانية الرئيسية المقدَّمة ضمن النص منوِّهاً إذا كانت الغاية الإضحاك فإنَّ الرسالة وصلت لكنَّ العرض أضحك وضحك على الجمهور ما أضاع جوهر الموضوع فكان الألم يعتصر القلوب وأصبحنا نضحك على ألمنا فاستنفذ أغراضه من الدقائق العشر الأولى مبيناً بأنَّنا عندما نقرأ العرض بعقل نقدي إنساني لا يمكننا الضحك وبدلاً من الدخول في جوهر المشكلة طفت المسرحية على سطح النكتة والسُّخرية.