الثورة – عبير محمد:
شكلت الزراعة منذ أقدم العصور عصب الحياة في حياة وازدهار أي أمة، ناهيك عن الغذاء اليومي الذي تقدمه للإنسان، فهي ترفد معظم الصناعات الحيوية مثل صناعة الورق، والنسيج، بالمواد الخام مثل زراعة القطن وقصب السكر، ولذلك نشأت اليوم سياسة ما يسمي بتجويع الشعوب، ومن هنا ظهرت مشكلات حياتية ارتبطت بمشكلة الزراعة.
لعل من أهم المعلومات البسيطة التي تعرف عليها المواطن العادي في أرجاء الكرة الأرضية جراء الحرب الروسية – الأوكرانية هو تطور الزراعة في أوكرانيا، واعتماد دول عربية في غذائها على استيراد القمح من هذا البلد، إلى جانب
غنى روسيا بالنفط، وفقر أوروبا والدول العربية بالقمح والذرة. هذه الحرب جعلت العديد من الدول تعيد ترتيب أولوياتها الحياتية، وإدراك مايجب أن تعمل عليه عليه من تأمين غذائها محلياً.
ربما لم تركز نشرات الأخبار على هذا الحدث لأن أمريكا مازالت المصدر الأكبر للقمح للوطن العربي.
ولكننا في سورية يجب علينا التركيز على أهمية زراعة الذرة ودوار الشمس والقمح لكون تلك المواد أساسية في صناعة المواد الغذائية كافة ابتداء بالشيبس وانتهاء بقطعة البيتزا.
* القمح السوري..
هنا لابد لنا من وقفة تاريخية لاستذكار التاريخ الناصع لسورية في ثمانينات القرن الماضي، حيث كانت دولة مكتفية ذاتياً من القمح، وكانت صوامعنا في ميناء اللاذقية ممتلئة بمخزون يكفي لتغطية احتياجات البلد لأكثر من عام.
إن أكثر ما يجب التوقف عنده اليوم هو العودة للزراعة، ومنع البناء العشوائي فوق المسطحات القابلة للزراعة، فنحن أحوج للغذاء المستقبلي الذي يضمن لأولادنا وأبنائنا حالة الاكتفاء الذاتي.
ورغم كل التطورات التكنولوجية التي حققها الإنسان، إلا أنه يبقى الاستثمار في الغذاء والطعام من أهم أنواع الاستثمارات العالمية، لذا علينا في سورية تجنيد جميع قدراتنا للتركيز على الاستثمار الزراعي، والاستفادة من التغيير المناخي لزراعة محاصيل جديدة تؤهلنا على الولوج في عالم الصناعات الغذائية، لنستطيع تأمين مستقبل غذائي للأجيال القادمة.