لا وقت للتريث

 

على مدى سنوات طويلة وفي أسوأ ظروف العشرة سنوات الأخيرة.. لم يأت على مسامعنا أن الأسعار في سورية أغلى من مثيلاتها في الدول المجاورة إلا خلال أشهر قليلة ماضية.. بدأ الارتفاع يتجاوز كل المفاهيم الاقتصادية السائدة، فلا نظرية العرض والطلب ولاغيرها يمكن أن نقيسه على ما يحصل من أرقام فلكية في عالم الأسعار.

وما يحدث من ردود فعل حكومية على هذا الغلاء الفاحش لجميع السلع دون استثناء.. لم يتجاوز الاجتماعات والتوجيهات ومن غير المعروف ماهو سبب البعد عن الأخذ بالأسباب والانشغال فقط بالنتائج التي لن تتغير مادام الأسلوب والتعامل مع مشكلة الأسعار والتفكير محصور في أساليب وحلول تقليدية لم ولن تجدي في ظل ظروف اقتصادية عالمية استثنائية.

ولنطرح على سبيل المثال الاستيراد واتخاذ القرار في السماح به لأي سلعة كحل لأزمة الغلاء.. سنجد أنه على مر السنين كان الحل الأنسب في انخفاض الأسعار إلى مستوى مقبول، واليوم بدل أن نعمل على استيراد عدة سلع لتصنيع أو إنتاج مادة تعاني من ارتقاع الأسعار.. لماذا لا نقوم باستيراد السلعة ذاتها بدل أن نسمع نغمة التكاليف المرتفعة من المصنع والتاجر حيث لم يسلم قطاع من القطاعات من هذه النغمة الرنانة .

ومن يقرأ الحالة الاقتصادية خلال السنوات الماضية يجد أن محاباة ومراعاة غير مسبوقة تعاملت بها الحكومة مع المصنعين والتجار فيما يتعلق بعملية الإنتاج والحفاظ على المنتج المحلي؛ إلا أن النتائج دائما كانت تصطدم بحجج تكاليف الإنتاج وارتفاعها.

والسؤال إذا كان الأمر كذلك لماذا على المواطن والحكومة أن تتحمل عدم قدرة المصنع والتاجر تقديم سلع قريبة في سعرها من جيب الأول بينما الأخير لايعنيه من كل القرارات للحفاظ على منتجه سوى رفع الأسعار؟ .

مايحصل اليوم من ارتفاع للأسعار لايمكن له أن يتماشى مع الأساليب التقليدية في عقد الاجتماعات وإيجاد الحلول وإعطاء مهلة زمنية للحصول على نتائج إيجابية.. ولو جمعنا المهل الزمنية التي تم إعطاؤها للقطاعين العام والخاص للحصول على حلول مرضية.. لتجاوزت كل الأوقات في وقت وصلت إليه الحالة الاقتصادية والمعيشية إلى ضرورة استغلال كل ثانية ودقيقة على طريق التحسن.. ومثل هذه الحلول تذكر بما يكتبه المعنيون على بعض الطلبات المقدمة إليهم (للتريث)، فهل هناك حقاَ وقت للتريث ام أن حالة ارتفاع الأسعار تستوجب الذهاب فوراً للتفكير بحلول من خارج الصندوق؟ .

فالتجربة خير برهان وأيام العسل لبعض التجار والموردين طالت، وأصبح من الضروري التفكير بالمنافسة لعلها تعيد البوصلة إلى مكانها الصحيح..

والمنافسة تكون من خلال قرارات السماح بالاستيراد و أخذ المؤسسات العامة دورها في تصنيع وتصريف المنتج المحلي وإيجاد أسواق خارجية مناسبة وغيرها من الحلول والتجارب الناجحة.

الكنز- رولا عيسى

آخر الأخبار
ريال مدريد يفتتح موسمه بفوز صعب  فرق الدفاع المدني تواصل عمليات إزالة الأنقاض في معرة النعمان محافظ إدلب يستقبل السفير الباكستاني لبحث سبل التعاون المشترك ويزوران مدينة سراقب رياض الصيرفي لـ"الثورة": الماكينة الحكومية بدأت بإصدار قراراتها الداعمة للصناعة "نسر حجري أثري" يرى النور بفضل يقظة أهالي منبج صلاح يُهيمن على جوائز الموسم في إنكلترا شفونتيك تستعيد وصافة التصنيف العالمي الأطفال المختفون في سوريا… ملف عدالة مؤجل ومسؤولية دولية ثقيلة مبنى سياحة دمشق معروض للاستثمار السياحي بطابع تراثي  "السياحة": تحديث قطاع الضيافة وإدخاله ضمن المعايير الدولية الرقمية  فلاشينغ ميدوز (2025).. شكل جديد ومواجهات قوية ستراسبورغ الفرنسي يكتب التاريخ اهتمام تركي كبير لتعزيز العلاقات مع سوريا في مختلف المجالات الساحل السوري.. السياحة في عين الاقتصاد والاستثمار مرحلة جامعية جديدة.. قرارات تلامس هموم الطلاب وتفتح أبواب العدالة تسهيلات للعبور إلى بلدهم.. "لا إذن مسبقاً" للسوريين المقيمين في تركيا مرسوم رئاسي يعفي الكهرباء من 21,5 بالمئة من الرسوم ..وزير المالية: خطوة نوعية لتعزيز تنافسية الصناعي... لقاء سوري ـ إسرائيلي في باريس.. اختبار أول لمسار علني جديد تركيب وصيانة مراكز تحويل كهربائية في القنيطرة زيارة وفد الكونغرس الأميركي إلى دمشق… تحول لافت في مقاربة واشنطن للملف السوري