يزيد بثّ المسلسلات الرمضانية كلّ عام عن سابقه وتتنوّع برامج المسابقات واللقاءات والطبخ والبرامج الترفيهية والتسلية وكأن غاية الشهر الفضيل زيادة المتعة والتسلية وإمضاء الوقت بعيداً عن شهر العبادة!!!..
الربح الذي تبحث عنه شركات الإنتاج والفضائيات العربية إضافة لقنوات الفضاء الأزرق الدرامية تبيح لها عرض صور مجتمعية ليست هي السمة العامة لمجتمعاتنا، وتقدّم العنف والجريمة والرعب وكلّ ماهو مثير على أنّه صفة مجتمعاتنا وعاداتنا وهويتنا وموروثنا…
إذا ما عدنا بالزمن إلى الوراء قليلاً.. وقبل انتشار هذا الكمّ من الفضائيات نجد أن كلّ بلد عربي كان يقدّم بمسؤولية تامة كلّ مايُعرض على قناته الوحيدة وبالأكثر قناتين ويعتبر المحطة الفضائية جزءاً لايتجزأ من البيت الذي تقع ضيفاً عليه…
اليوم وبعد أن اختلط الدم الأزرق بالفضاء الأزرق وكثُرت مواقع العرض والفضاءات التي تقدّم للدماء العربية خلطة لزجة مهما حاولت تنظيف نفسها منها، تبقى عالقة برائحتها وتتخبّط بلزوجتها في محاولة لكسر بنية المجتمعات العربية وهدم فكرها
وثقافتها ونظم أخلاقها ودينها…
دم الصهيونية العالمية الأزرق يستثمر في كلّ شيء حتى في شهر رمضان المبارك ويقدّم كلّ مامن شأنه إبعاد الناس عن مضمون وفكر شهر العبادة والخير وأسره في فضاء لاقيم إنسانية فيه…
رؤية- هناء الدويري