مازال الهم المعيشي سيد الموقف وهو الطاغي على أي حديث مهما كان قصيراً وعابراً.. الكثيرون يرددون جملة لا تنفك تسمعها..الله يفرج.. نعم هي قناعة تامة أن الفرج قريب وإن ما نمر به وإن طال وقته وزادت آلامه ليس عنق الزجاجة.
ثمة فرج قد ندفع الكثير حتى نصله وتتساقط أوراق كنا نظنها ثياباً تقي، لكنها ليست إلا قفازات تهرأت وظهر عفن ما تحتها.
وهذه أيضاً حال وأحوال الدنيا في السلم فكيف بالحروب؟
في هذا الشهر الكريم يجب أن تظهر القيم بأنصع صورها وأبهاها، لا نشك أن عطرها مازال وسيبقى فواحاً وأن الكثير من القلوب الحانية تتصرف وتعمل بصمت..
وهذا سر من أسرار القدرة على الصبر والمصابرة.
لكننا نريد أن نصل، أن تكون هي النسبة المرتفعة بكل شيء لابد من الرحمة التي يجب أن نكون جميعاً بها ومعها ولها.
أمس كان صديقي الذي أقلني معه يتحدث عن سعر كيلو البرغل وقد وصل إلى ما وصل…
قال أمس كان ٥٤٠٠ ليرة سوف أشتري اليوم قلت له: لن تأخذه بهذا السعر اليوم… سيقول: لقد ارتفع أمس… وفعلاً حدث ذلك… الأمر لا يحتاج عبقرية في قراءة جشع وطمع وحوش ضارية لا تجد اليد الحديدية التي تطبق القانون عليها.
يظن هؤلاء المتوحشون أنهم أذكياء.. وليتهم يعرفون أن صورتهم شوهاء، وليسوا في الضمير الشعبي إلا كمن ينهش لحم أخيه حياً وميتاً.
في شهر الرحمة ما أحوجنا أن نذكر أننا لا نحتاج الرحمة ولا نعول على ضمير الكثيرين ممن باعوا كل شيء، إنما الرحمة التي نتوق إليها أن تمتد يد القانون لتطال كل ناهش عجل لا يعرف معنى أن يكون إنساناً.
معاً على الطريق- ديب علي حسن