الثورة – درعا – جهاد الزعبي:
لقد أرخى فيروس “كورونا” بظلاله السلبية على مختلف مسارات الحياة وتغيير أنماط السلوك والحياة بمختلف جوانبها، وبالتالي أصبح من الواجب التحضير لمبادرات مابعد الجائحة وتأهيل المجتمع للتأقلم الجديد والتأسيس لمستقبل جديد.
وفي هذا الإطار أكد الدكتور خالد يوسف العمار أستاذ الإرشاد النفسي بكلية التربية بجامعة دمشق أن رصد المشكلات النفسية وآليات التعامل مع فيروس كورونا أمر هام ولابد منه لوضع مبادرات التعافي لما بعد الجائحة مع تقديم مقاربة تحليلية متكاملة للواقع الراهن والنهوض بقطاعات الحياة المختلفة التي ألقت الجائحة بظلالها عليها وأثرت بشكل مباشر وغير مباشر على الجوانب النفسية والتعليمية والاجتماعية والقانونية والصحية والأخلاقية والقيمية، للخروج برؤى ومسارات مستقبلية كفيلة بمعالجة مشكلات الحاضر والتأسيس لمستقبل زاهر يليق بطموحاتنا.
ولفت العمار إلى أنه أجرى دراسة أكاديمية تحت عنوان: ” رصد المشكلات النفسية وآليات التعامل مع فيروس كورونا لدى بعض الحالات المصابة ” ( دراسة حالة ) وقدمها بالمؤتمر العلمي الدولي الافتراضي الثاني الذي أقامته جامعة البصرة بالعراق، إذ كان له شرف ترأس الجلسة الأولى (أون لاين) في المؤتمر.
وقال العمار في بحثه أن أزمة كورونا كوفيد-19 (COVID-19) ألقت بظلالها على مجالات الحياة.
ومن الجوانب التي شغلتها أزمة كورنا وتركت أثراً سلبياً عليها الجانب “النفسي” للشخص المصاب، إذ يُعد الجانب النفسي انعكاساً للجانب الجسدي وبالعكس، من هنا كانت فكرة البحث في رصد المشكلات النفسية وآليات التعامل مع فيروس كورونا كوفيد-19 لدى بعض الحالات المصابة.
* مشكلة البحث..
ويؤكد العمار أن مشكلة البحث انبثقت من جانبين هما:
الملاحظات الشخصية: من خلال الملاحظة الشخصية للمصابين تبين أن هناك حالة نفسية ينتابها القلق والاكتئاب والضغط النفسي ومشاعر العجز والضيق، كذلك الأمر بالنسبة لحالات الأصدقاء والأصحاب المصابين بفيروس كورونا كوفيد-19، وتم الاتصال بهم بصورة مباشرة وقد عبروا عن مشاعر نفسية مشابهة للمشكلات النفسية المذكورة آنفاً.
وقد تمحور سؤال مشكلة البحث حول مدى انتشار المشكلات النفسية لدى المصابين بفيروس كورونا كوفيد-19، وما هي آليات التعامل لديهم مع المرض؟ حيث يهدف البحث إلى:
رصد المشكلات النفسية لدى المصابين بفيروس كوفيد-19.
واستقصاء آليات التعامل مع فيروس كوفيد-19 لدى المصابين.
قياس النسب المئوية لكل مشكلة من المشكلات النفسية لدى المصابين بفيروس كورونا كوفيد-19.
وبيَّن أن فرضيات البحث تمحورت حول:
1- توجد مشكلات نفسية يعاني منها المصابون بفيروس كورونا كوفيد-19.
2- توجد آليات للتعامل مع فيروس كورونا كوفيد-19 لدى المصابين.
3- يوجد تباين في نسبة وجود المشكلات النفسية لدى المصابين بفيروس كورونا كوفيد-19.
ويشمل البحث المصابين بفيروس كوفيد-19، من أعمار مختلفة.
والحدود المكانية: فقد ضمت مصابون في مدينة دمشق ومحافظة درعا.
والحدود الزمانية:
كانت في فترة ما بين شهر6/2021 وشهر1/2022/م.
و تم استخدام منهج بحث علمي يتناسب مع طبيعة البحث الحالي، اُعتمد المنهج العيادي Clinical Method، القائم على دراسة الحالة وقائمة الرصد المتضمنة الملاحظة والمقابلة.
وتم اختيار مجتمع البحث وعينة البحث
المجتمع السوري وتحديداً من محافظتي دمشق ودرعا، سُحبت العينة بصورة مقصودة وكذلك متيسرة، وبلغت (13) مصاباً بمرض كورونا كوفيد-19، كان منهم (10) ذكور و(3) إناث، من مستويات تعليمية مختلفة وأعمارهم تتراوح بين (44 و92) عاماً.
وبعد الانتهاء من البحث خلص الباحث إلى الاقتراحات التالية:
− إلى جانب الاهتمام بالجانب الجسدي يجب الاهتمام بالجانب النفسي للمصابين بفيروس كورونا كوفيد-19.
− تقديم الدعم النفسي عبر الهاتف ووسائل التواصل للمصابين بفيروس كورونا كوفيد-19.
− بناء أدوات قياسية نفسية يمكن تطبيقها على المصابين بفيروس كورونا كوفيد-19.
− بناء برامج إرشادية وعلاجية تساعد المصابين بفيروس كورونا كوفيد-19.
− إجراء أبحاث نفسية تتناول مشكلات جديدة لدى المصابين بفيروس كورونا كوفيد-19.