كثيراً ما نردد أن تصل متأخراً خير من ألا تصل ..والوصول ليس فعل الحضور الجسدي وحده بل ينسحب على كلّ شيء يجب أن يتم طبعاً أفضله وأنبله ذاك الذي يتم بوقته المناسب وقبل فوات الأوان ، وحسب متفاصحي اللغة (ولات ساعة مندم ) أو كندامة الكسعي …
بكلّ الأحوال في مصائر الأوطان والأمم والأحداث الكبرى التي تجري لا ينفع من يعمل ضد أمته ووطنه أن يصل متأخراً ولو بضع ساعات فكيف بمن تأخرعقداً من الزمن وكان شريكاً ومحرضاً على قلب عروبته ..؟
لا بل كان حامل السيف يحاول جزعنقها وجسدها من دمشق إلى اليمن والعراق وتصفية القضية الكبرى قضية فلسطين .
اليوم تضج وسائل الإعلام بما يكتبه هذا وذاك حول ما فعله مال الأعراب في سورية واليمن وكيف تمّ استثمار هذه الثروات في محاولة تهديم قدس العروبة.
يكتب ذلك من كانوا يهللون ويؤلبون ويحرضون ..يقدمون أرقاماً عن المليارات التي صرفت على العدوان …
ولكن ما نفع هذا ..أبعد أن تصدعت نظرية أن أميركا القوة العظمى التي لا رد لها ؟
هل الآن استيقظ بعض أعراب الردة على ما وجهه ترامب من إهانات لهم ..
لن نصفق لهم ولن نخدع ثانية ولا ثالثة بمن وضع السيف على شريان جسد أمته وحين لم يستطع الذبح بعد عشر سنوات عاد ليعتذر ..
ترى لو استطعت الذبح فهل كنت الآن تعلن ندمك …صكوك الغفران قد تكون مقبولة إلا في هذه الطامة الكبرى..إنها أم الكبائر ولا شيء أقذر منها.
نبض الحدث -ديب علي حسن