أيا ذياك الجمال

الملحق الثقافي: شهناز صبحي فاكوش:

نتحسس الجمال في بسمة.. في نغمة.. أو شذا زهرة، أو حتى وريقة شجر نضرة، وقد يكون مختبئاً في زجاجة عطر.. أو ضحكة طفل.. في رقصة فرس أصيل.. أو صوت ناي.. في خرير ماء من غدير.. وربما في شروق أو غروب.. تراه مختبئاً داخلنا كما السعادة مكنون..
أبهى جمال ذاك الذي يُستقى من داخل النفس، من وجدان المرء حيث تتربع السعادة، وينتصر الخير على الشر.. من القلب ينبثق الحب، ومن العقل تستقيم الأخلاق، ومن كليهما تختل القيم.. يتدحرج الحسد من نعمة أحدهم جاهلاً ما فَقْدُ صاحب النعمة، فيرتمي الحاسد في هاوية الإساءة.
الجمال نعمة تجعل العاطفة تشذّب النفس، تبعدها عن الغرق في متاهة التيبس.. تاركاً مساحة للعقل تهدي القلب للاستقامة فلا ينحرف، أما الصمت ذاك الذهب الذي تعلمنا أبجديات حروفه حكمةً مدرسية قد ينقفل على آلام مبرحة، لا يشعر بعمق جرحها إلا المكلوم بها فلنحسن نوايانا.
الابتسامة التي ترتسم على الوجه، مرآة السعادة المكنونة في قلب المرء.. يمنحها للآخرين رغم الدموع التي يتجرعها في حلقه.. إيماناً منه بحقيقة أن كل ليل يعقبه نهار.. وأن الرزق يعرف صاحبه، وأن الخير يختبئ في تقويم محدد، أو لعله يتوارى خلف مصيبة فجرت حزناً فيمحوه.
علينا أن نتفهم أن أي سقوط لا يعني النهاية، فسقوط المطر بداية لمواسم خير وعطاء.. البسمة تزرع الفرح، وتمنح صاحبها الرضا والآخرين سعادة.. وإن صاحَبَتْها نصيحة تُقْبَلُ بحب، رغم أن النصيحة في هذا الزمان يضجر الناس منها، لكنهم ينصتون ويروجون للفضيحة..
ألمُ المرء له وحده.. يجامله الآخرون في حينه.. يصحبه عمره، لكنه يتبدد عند الآخرين.. فلتكن ابتسامة المتألم هدية تسعد الغير.. لِمَ نرهق أحبتنا بتكرار معالم ألمِنا، بينما هو يخصنا وحدنا.. إن سُئِلَ المرء عن أخباره فليبتسم ولا يَشْكُ هماً.. فكل قلب قد يكون مثقلاً بقنطار هموم أو آلام.
لا تستصغر عمل الخير، لعله مردود لك قناطير.. فمعظم النار من مستصغر الشرر.. الحياة كذبة جميلة.. والموت حقيقة مؤلمة.. لا تحزن على ما تخسر، لربما الآتي لا تتوقع أن تملكه يوماً، إلا الموت الذي يفقدك غالياً، تبقى غصته في الحلق علقم.. ونزيز جرحه في القلب باق..
الماء في السفينة مفزع.. والسفينة فوق الماء رحلة.. لنكن في قلب الدنيا نملكها، ولا تكون في قلبنا فنزداد همّاً.. جبر الخواطر راحة لا تضاهى.. ومراعاة المشاعر من مكارم الأخلاق.. التلطف في الكلام والفعل ترنيمة فرح شجية، لؤلؤة في صدفة بحرية، تسعد حاملها والآخرين.
بعض الأخطاء جارحة مؤلمة.. لا تمحوها السنين.. فلنحذر ما يجرح حيث لا شفاء.. فقد يكون الغفران صعباً.. أثقل من أن يتحمل المرء الصفح عنه.. النقاء في الروح مرتسمه الوجه.. فلتكن البشاشة سمة وجوهنا.. ليكون أجمل اللوحات التي تُرسم بلا ريشة رغم بديع ألوانها..
العاطفة والعقل اللين.. القلب النقي والنفس الصافية.. حسن النوايا وجبر الخواطر.. البسمة والعرفان والصفح والمطر.. جمال لا يعرفه إلا المتصالحون مع أنفسهم.. الصمت مع حسن الظن واحة رضىً.. والابتعاد عن الحسد وجَرح الآخرين، صندوق لا يَعرف محتواه إلا من تلمس الأعذار لمن يحب.. كوكبة مكارم أخلاقية تزهر في بستان أخضر مزين بأحلى الورود..
أيا ذيّاك الجمال.. لو تحلت البشرية به لأزهرت الدنيا بما عليها، ولنمت الإنسانية في براح بلا حدود.. بدل الحروب والموت والقتل والدمار.. حيث الشقاء وظلم الأشقياء..

التاريخ: الثلاثاء12-4-2022

آخر الأخبار
2.5 مليون دولار لدعم مراكز الرعاية  من مجموعة الحبتور   السعودية تمنح سوريا 1.65 مليون برميل دعماً لقطاع الطاقة وإعادة الإعمار  حملة “دير العز”.. مبادرة لإعادة صياغة المشهد التنموي في دير الزور إقبال كبير في طرطوس على حملة للتبرع بالدم  الشيباني: سوريا تدعم مبادرات السلام والاستقرار الإقليمي والدولي "الأشغال العامة": الانتهاء من تأهيل أتوستراد دمشق - بيروت آخر أيلول  القانون الضريبي الجديد بين صناعيي حلب والمالية  أزمة البسطات في حلب.. نزاع بين لقمة العيش وتنفيذ القانون  جسر جديد بين المواطن والجهاز الرقابي في سوريا  90 مدرسة خارج الخدمة في الريف الشمالي باللاذقية  غلاء الغذاء والدواء يثقل كاهل الأسر السورية بعد تدشين سد النهضة..هل تستطيع مصر والسودان الحفاظ على حقوقهما المائية؟! قافلتا مساعدات أردنية – قطرية إلى سوريا 90 بالمئة من الأسر عاجزة عن تكاليف التعليم الحد الأدنى المعفى من الضريبة.. البادرة قوية وإيجابية.. والرقم مقبول عملية نوعية.. القبض على خلية لميليشيا “حزب الله” بريف دمشق "الإصلاح الضريبي" شرط أساسي لإعادة الإعمار المال العام بين الأيادي العابثة أرقام صادمة .. تسجلها فاتورة الفساد في قطاع الجيولوجيا الأسعار في ارتفاع والتجار في دائرة الاتهام سرافيس الأشرفية – جامعة حلب.. أزمة موقف بين المخالفات ومعيشة الأسر