“غلوبال ريسيرش”: دعم أوكرانيا بالسلاح يهدد السلام العالمي  

 

 

الثورة – ترجمة ميساء وسوف:

 

يصر الغرب على إعطاء كييف أسلحة، رغم أنه يعلم أن هذا الإجراء لن يساعد في إعادة السلام إلى أوكرانيا، ويساهم القادة الغربيون على نحو متزايد في زعزعة استقرار أوروبا الشرقية وتعزيز استمرار الصراع من خلال تزويد القوات المسلحة الأوكرانية وميليشيات النازيين الجدد بالأسلحة.

بالنظر إلى استحالة هزيمة كييف للقوات الروسية، فإن نهاية الصراع تعتمد حصراً على استسلام زيلينسكي وقبوله لمطالب موسكو وإلا ستستمر العملية العسكرية الروسية الخاصة.

وبطبيعة الحال، كلما تلقى زيلينسكي المزيد من الأسلحة من الغرب، كلما استمر في محاولة دفع الصراع إلى الأمام، ما أدى إلى معاناة ملايين المواطنين الأوكرانيين الذين يتطلعون إلى السلام.

وقد سافرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل إلى أوكرانيا في 8 نيسان للاجتماع مع الرئيس فولوديمير زيلنسكي.

وتم التطرق خلال المحادثات إلى بعض الموضوعات المهمة المتعلقة بالصراع، مثل قضية الحزمة الخامسة من العقوبات ضد روسيا التي أعدتها الكتلة الأوروبية، والتي تشمل بحسب اقتراح المفوضية الأوروبية حظر الفحم الروسي، بالإضافة إلى احتمال انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.

صرحت فون دير لاين خلال مقابلة: “ستنحدر روسيا إلى التدهور الاقتصادي والمالي والتكنولوجي، بينما تسير أوكرانيا نحو المستقبل الأوروبي، هذا ما أراه”. أيضاً، حول عضوية أوكرانيا المحتملة في الاتحاد الأوروبي، قالت: “لن تكون المسألة كالعادة مسألة سنوات لكنني أعتقد أنها مسألة أسابيع”.

في هذه الرحلة، أشاد كل من فون دير لاين وبوريل بشكل كبير بالجانب العسكري لـ “البحث عن حل” للنزاع، مؤكدين في عدة مناسبات أن أوكرانيا يجب أن “تهزم” روسيا.

على ما يبدو، يتخلى الأوروبيون عن أي موقف دبلوماسي أو مؤيد للسلام ويتبنون موقفاً مؤيداً تماماً للنصر بالسلاح، وهذا وفقاً لمعظم الخبراء مستحيل بالنسبة لأوكرانيا.

ووعد بوريل بأنه سيرسل على الفور مساعدة إضافية بقيمة 500 مليون يورو لشراء أسلحة، وقد أرسل الاتحاد الأوروبي سابقاً  مليار يورو، كما أدلى الدبلوماسي بتصريحات تشير إلى أنه يعتبر ميزانية الدعم الأوروبية الحالية لأوكرانيا منخفضة، ومقارنتها بإنفاق الاتحاد الأوروبي على الواردات من روسيا: “قد يبدو هذا كثيراً ، لكن مليار يورو هو ما ندفعه لبوتين يومياً مقابل الطاقة التي يوفرها لنا”.

إن أوروبا مستعدة لتمويل تصعيد كبير للصراع، لكن المشكلة الرئيسية هي أن الاتحاد الأوروبي ليس الجانب الوحيد المهتم بتمويل مثل هذا التصعيد، فقد أظهرت المملكة المتحدة عدة مرات أنها تهدف إلى دفع الصراع إلى الأمام حتى يحدث “نصر أوكراني” في نهاية المطاف.

في الآونة الأخيرة، زار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون كييف والتقى بزيلينسكي وسلطات أوكرانية أخرى، كان موقف الزعيم البريطاني مشابهاً جداً لموقف الأوروبيين، حيث تعهد جونسون أيضاً بإرسال حزم من المساعدات العسكرية إلى كييف.

وقبل سفره إلى أوكرانيا، أعلن رئيس الوزراء بالفعل أنه سيرسل أسلحة بقيمة 130 مليون دولار إلى كييف، من بين الأسلحة الموجودة في الحزمة ستكون الصواريخ المضادة للطائرات والدبابات والذخيرة الدقيقة ومعدات الرؤية الليلية، وفي 10 نيسان، تعهد جونسون بالفعل بتقديم 500 مليون دولار أخرى كمساعدات، ما يدل على أنه يزيد من دعمه لخطط زيلينسكي الحربية.

من الغريب أن نرى كيف يريد الغربيون دفع هذا الصراع إلى الأمام، مع عدم مشاركة قواتهم بشكل مباشر في القتال، وموقف القادة الأوروبيين والبريطانيين مريح للغاية.. إرسال الأموال والأسلحة إلى الأوكرانيين لخوض حرب لا يمكنهم الفوز بها، فقط لمواصلة زعزعة استقرار البيئة الإستراتيجية الروسية وتأخير النصر الحتمي لعملية موسكو الخاصة.

بالنسبة للغرب، أوكرانيا حالة ميؤوس منها وكلما طال الصراع كان ذلك أفضل، هذه طريقة لكسب الوقت في مواجهة سيناريو الهزيمة المؤجلة، يعمل الأوكرانيون فقط كأدوات في لعبة ليست لهم بالفعل.

وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنه إذا استمرت كييف في تلقي أسلحة ثقيلة وشنت هجمات عدوانية بشكل متزايد، فسيضطر الكرملين إلى تغيير استراتيجيته، وربما باستخدام المزيد من قدراته العسكرية، التي تم التحكم في إمكاناتها بشدة خلال العملية من أجل تجنب الأضرار واسعة النطاق للشعب الأوكراني.

وبهذا المعنى، فإن “المساعدة” العسكرية والمالية الغربية تهدد بشكل مباشر سلام العالم بأسره، الذي يعاني من عواقب الصراع، وكلما طالت مقاومة زيلينسكي، زادت معاناة الشعب الأوكراني حيث هُزمت كييف جزئياً بالفعل.

المصدر:  Global Research

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق