الثورة – وكالات – حرر التقرير الإخباري دينا الحمد:
وسط استمرار الدعم الأميركي للكيان الصهيوني وتشجيعه على التمادي بجرائمه، وفي ظل صمت المجتمع الدولي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المزيد من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، حيث استشهد ثلاثة فلسطينيين اليوم وأصيب العشرات برصاص الاحتلال، وشهدت العديد من المدن الفلسطينية مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال إثر حملة اقتحامات ومداهمات إسرائيلية لتلك المدن.
فقد استشهد، صباح اليوم الخميس، مواطنان وأصيب ستة آخرون أحدهم بحالة حرجة، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحامها بلدتي اليامون وكفردان، غرب جنين.
ونقلت وكالة وفا عن مصادر أمنية قولها: إن قوات الاحتلال اقتحمت فجر اليوم بلدتي اليامون وكفردان في جنين، واندلعت مواجهات عنيفة، أدت لإصابة ستة مواطنين بالرصاص الحي ووصفت إصابة 3 منهم بالخطيرة، قبل أن يعلن عن استشهاد شأس كممجي وهو شقيق الأسير أيهم كممجي، ومصطفى فيصل أبو الرب من قرية مسلية، الذي ارتقى على مدخل جنين الغربي عند حرش السعادة.
وأوضح شهود عيان أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على الشاب أبو الرب، أثناء تواجده على الشارع الرئيسي قرب حرش السعادة المؤدي إلى كفردان، دون أن يشكل أي خطر عليهم، وتركوه ينزف على الأرض.
وفي وقت لاحق أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد مواطن من بلدة بيتا جنوب نابلس متأثراً بجروح حرجة أصيب بها برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الأربعاء.
في الأثناء أصيب شاب من طلبة جامعة فلسطين التقنية “خضوري” في طولكرم، برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط في عينه، إضافة إلى العشرات بحالات اختناق خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في محيط الجامعة.
وذكرت وكالة وفا نقلاً عن شهود عيان من الجامعة، أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه الطلبة، ما أدى لإصابة طالب برصاصة في عينه، وتم نقله إلى المستشفى.
وفي بيت لحم أصيب المسن إبراهيم صلاح (80 عاماً) بقنبلة صوت في وجهه، أثناء تواجده في شرفة منزله بالبلدة القديمة في الخضر جنوب بيت لحم، كما أصيب العشرات بالاختناق خلال مواجهات في البلدة.
كذلك أصيب شاب برصاص الاحتلال خلال مواجهات في قرية النبي صالح، شمال غرب رام الله، بحسب مصادر محلية ذكرت أن قوات الاحتلال أطلقت وابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع اتجاه الشبان، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال أغلقت مدخلي النبي صالح وعابود، ومنعت مركبات المواطنين من المرور.
هذا وقد عم الإضراب الشامل، اليوم الخميس، محافظتي رام الله والبيرة، وبيت لحم، حداداً على أرواح الشهداء، واستنكاراً لجرائم الاحتلال الإسرائيلي، وشمل الإضراب كافة مناحي الحياة التجارية والقطاعات العامة والخاصة، بما فيها المؤسسات التعليمية في محافظة رام الله والبيرة.
إلى ذلك أغلقت قوات الاحتلال طرقاً زراعية في بلدة عينابوس، جنوب نابلس، بحسب مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، الذي أفاد بأن عدداً من دوريات الاحتلال ترافقها جرافة عسكرية اقتحمت عينابوس وأغلقت طرقاً زراعية في المنطقة الشمالية من البلدة.
كذلك أغلقت قوات الاحتلال منطقة عقبة حسنة الموصلة إلى قرى الريف الغربي لمحافظة بيت لحم، واحتجزت شابين ومنعت المركبات من الدخول والخروج من وإلى بيت لحم.
على التوازي قال نادي الأسير، اليوم الخميس، إن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 200 فلسطينيّ منذ بداية شهر نيسان الجاري.
وسُجلت منذ فجر اليوم 30 حالة اعتقال على الأقل حتّى اللحظة، علمًا أن عمليات الاعتقال لا تزال مستمرة، مع استمرار عمليات الاقتحام والمداهمة التي ينفذها جيش الاحتلال للعديد من المناطق والبلدات.
وأوضح نادي الأسير أنّ حالات الاعتقال سُجلت في كافة المحافظات بداية الشهر، إلا أنّها تركزت في محافظتي القدس وجنين، لافتًا إلى أنّه من بين المعتقلين عدد من الجرحى، حيث تحتجزهم سلطات الاحتلال في المستشفيات المدنية.
ورداً على جرائم الاحتلال، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن جرائم الاحتلال الإسرائيلي وإعداماته الميدانية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، ترجمة عملية لتعليمات المستوى السياسي لدى حكومة الاحتلال.
ونقلت وكالة وفا عن الخارجية الفلسطينية قولها في بيان صحفي اليوم الخميس، أن سلطات الاحتلال حولت جنودها إلى آلات متحركة لقتل الفلسطينيين، والبطش بهم وسرقة حياتهم في شوارع وأزقة مدنهم وبلداتهم ومخيماتهم وحتى وهم آمنون داخل منازلهم، كما أنها ترجمة لتصريحات ومواقف المسؤولين الإسرائيليين الاستعمارية العنصرية التي تقوم على استباحة حياة الفلسطيني أينما كان.
وأدانت الخارجية انتهاكات جرائم الاحتلال المتواصلة، معتبرة أنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يحاسب عليها القانون الدولي، ليس فقط من يقوم بارتكابها وإنما أيضاً من يقف خلفه ويعطيه التعليمات والتوجيهات بتنفيذها.
ونددت بتخاذل المجتمع الدولي وتخليه عن مسؤولياته تجاه معاناة الشعب الفلسطيني، بما يعد تواطؤاً يصل درجة الشراكة مع الاحتلال عبر التغطية على الجرائم التي يتعرض لها الفلسطينيون، في وقت تسيطر عليه سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير وحالة من الانتقائية في التعامل مع الأزمات والصراعات الدولية.
وطالبت الخارجية، الجنائية الدولية بالخروج عن صمتها، والبدء بالتحقيق في جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، ومن يقف خلفها وفي مقدمتهم مجرمو الحرب بينت وغانتس.