الثورة – وكالات – حرر التقرير الإخباري لمى حمدان:
في حين يواصل الرئيس الأمريكي جو بايدن خلق اتهامات مزعومة بحق روسيا في محاولة لإضعاف موقفها في الحرب التي تخوضها جنوب شرق أوكرانيا، وتشويه صورتها أمام الرأي العام العالمي، وكان آخرها اتهامه لروسيا بارتكاب ما أسماه “إبادة جماعية” في أوكرانيا رأت صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن بتوجيهه هذا الاتهام لروسيا يحاول إنقاذ حياته المهنية وتقييمات أدائه وصرف الانتباه عن مشاكل بلاده الداخلية.
وبحسب الصحيفة، ووفق ما نقلت وكالة نوفوستي عنها، فإن خطاب “الإبادة الجماعية” دخل المشهد مرة أخرى عندما كان بايدن يزور ولاية آيوا، حيث ألقى خطاباً عاماً حول استجابة إدارته لارتفاع الأسعار في البلاد، ورأت الصحيفة ذلك مثيرًا للاهتمام بالإشارة إلى أنه “عندما لم يتمكن بايدن من إثبات قدرته على حل المشكلات الداخلية للولايات المتحدة، لجأ إلى كبش فداء مناسب هذه المرة، إلى روسيا”.
وأشارت إلى أن بايدن ألقى مصطلح “الإبادة الجماعية” بشكل خفيف وطبيعي، دون أي دليل، وأن الرئيس الأمريكي وصف روسيا بعلامة غامضة “لتحويل انتباه الناس عن الاقتصاد الأمريكي الراكد، وبدأ يطلق التصريحات حول الصراع على الجانب الآخر من البلاد.
هذا ويرى المحللون أن بايدن بهذه الطريقة حاول الحفاظ على شعبيته وحياته السياسية، كما أن اتهام بايدن لروسيا بارتكاب “إبادة جماعية” قد يؤدي إلى تفاقم المواجهة الأمريكية مع روسيا وزيادة التوتر في أوكرانيا وإثبات أنه يقود الدول في أزمة حادة.
ونقلت الصحيفة عن هايدونغ، الأستاذ بمعهد الشؤون الدولية بجامعة الصين للشؤون الخارجية، إن بايدن يريد الفوز بمزيد من الأصوات في انتخابات التجديد النصفي المقبلة للكونغرس بهذا التكتيك، انظر إلى الصدمة التي ألحقتها الولايات المتحدة بالعالم بعد الحرب العالمية الثانية، والتي لا تقل تدميراً عن إلحاق الضرر بارتكاب الإبادة الجماعية.
ويرى المنشور أنه من منظور عالمي، فإن اتهامات الولايات المتحدة لروسيا بارتكاب “إبادة جماعية” فقدت قوتها منذ فترة طويلة لإحداث عاصفة، حيث قامت واشنطن من وقت لآخر بتفريق هذا المصطلح حول العالم، بما في ذلك اتهام الصين بارتكاب “إبادة جماعية” في شينجيانغ منطقة الأويغور المتمتعة بالحكم الذاتي.
أما شين يي الأستاذ في جامعة فودان فأشار إلى أن “الإبادة الجماعية” أصبحت أداة للولايات المتحدة لتحقيق أهداف سياسية، وأصبح من الطبيعي أن يسمع الناس العاديون الولايات المتحدة تتحدث عنها بصوت عالٍ، لكن القليل منهم سيأخذها على محمل الجد.
وتابع شين يي: “لم تكن الولايات المتحدة أبداً تجسيداً للعدالة، والصياغة المقابلة ليست مقدسة. يجب تحديد ما إذا كانت الإبادة الجماعية قد ارتكبت على أساس الحقائق، وليس على أساس ما تقوله الولايات المتحدة”.
ووفقاً له، لا أحد يعرف أفضل من الولايات المتحدة ما تعنيه الإبادة الجماعية في الواقع. “دعونا لا ننسى أن الولايات المتحدة بنيت على الإبادة الجماعية”، مضيفاً أن الأمريكيين ذبحوا السكان الأصليين، واستولوا على أراضيهم وأقاموا دولة.
فيما جاء تعليق روسيا على تصريحات بايدن بشأن “الإبادة الجماعية” للأوكرانيين على لسان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الذي قال :إن الكرملين يعتبر مثل هذه المحاولات لتشويه الوضع أمراً غير مقبول
وفي وقت سابق، وصف بايدن سياسة روسيا تجاه أوكرانيا بأنها “إبادة جماعية”، لكنه أشار إلى أن القرار بشأن ما إذا كان يمكن تصنيفها بهذه الطريقة من وجهة نظر قانونية، يجب أن يتخذه المحامون.
ومن جانب آخر وبحسب وكالة تاس، لاقت تصريحات بايدن عن “الإبادة الجماعية” تساؤولات كثيرة وجهها صحفيون إلى المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، خلال مؤتمرها الصحفي الدوري اليوم واستفسروا عما إذا كانت تصريحات بايدن تعكس دائماً الموقف الرسمي للولايات المتحدة أم أنها تصريحات ارتجالية في بعض الحالات ولا تمثل سوى رأيه الشخصي.
فيما قارنها أحدهم بتصريحات مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان المخالفة لرأي بايدن، والذي صرح الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة لا تلاحظ “معدل وفيات منهجي” للأوكرانيين وهو ما لا يتوافق مع مفهوم “الإبادة الجماعية”.
فهل تشير أقوال بايدن إلى أن تقييم واشنطن في هذا الصدد قد تغير، ليأتي جواب بساكي: “تحدث الرئيس عن هذا مرتين أمس.. هو الرئيس ونحن هنا لنضع رؤيته موضع التنفيذ”.