عندما تتبدل المعايير..الأبناء قدوة

الثورة- حسين صقر:
كثيراً ما نسمع عن عقوق الأبناء وعدم برهم بوالديهم، ورفضهم للنصائح التي يسدونهم إياها، وعدم قبولهم بالواقع الذي يعيشه أهلهم، فيتمردون بغير حق، لكن أن نسمع بأن يصبح الأبناء قدوة لوالديهم فهو المستغرب، وأن يصبح الابن أو الابنة ناصحين لوالديهم، فذلك من غرائب الأمور، لأننا اعتدنا أن يكون الوالدان مثالاً يحتذى، وقدوة لأبنائهم، وهو مايسمى عقوق الآباء، وعدم القيام بواجباتهم اتجاه أبنائهم والعدل فيما بينهم، وعدم إحراجهم أمام الآخرين نتيجة تصرف أو ممارسة عادة سيئة يرفضها المجتمع بشكل قوي.
فعندما يمارس الأب عادة التدخين، ويصبح الابن ناصحاً، فتلك مشكلة، وعندما تمسك ربة المنزل بهاتفها طوال النهار والليل متخلية عن واجباتها اتجاه المنزل، وتحاول إقناع البنت فتلك مشكلة، وعندما يتبدل الدور وتصبح البنت ناصحة لوالدتها، فتلك أيضاً مشكلة بحاجة لحل.
ربما يكون الطرح ليس جديدا أن نتحدث عن عقوق الآباء والأمهات لأولادهم، لأننا نعيش ضمن مجتمع يختلف أفراده في الطباع والسلوكيات، وتتفاوت نسبة تعاطيهم للأمور حسب الثقافة والمعرفة والتجربة والظروف المادية وطبيعة العمل أيضاً، ولكن انطلاقا من مسؤولية الآباء تجاه الأبناء، ولأن الكل راع والكل مسؤول عن رعيته استوجب هذا الطرح، ونعرف عن قرب أبناء يحاولون توضيح مضار التدخين على الصحة لآبائهم، والأخرون لا يكترثون لذلك، كما نعرف فتيات ينهون أمهاتهم عن بعض العادات السيئة، والأخيرات أذن من طين والأخرى من عجين، كما نعرف عن قرب أيضا آباء أخطؤوا بحق أبنائهم في قضايا كثيرة، وتسببوا بمشكلات وخلافات بين هؤلاء الأبناء في حياتهم وبعد الوفاة، وتسببوا بعداوات على قضايا مختلقة كالميراث والتمييز بين هؤلاء ومحاباة شخص على حساب الآخر، كما فرقوا سلباً في المعاملة بين ابن وابنة أو من ذات الجنس.
ليس من الحكمة أن يمرض الإنسان، ويخفي مرضه خشية منه، فذلك يعني أنه سيستمر المرض ويستشري في جسده، حتى يفتك به، ومثله السكوت عن أمراض المجتمع، فتركها يكاد يمزق بنية المجتمع ولحمته، وما تأجيل حل المشكلات وترحيلها إلا زيادة البلة للطين، ومفاقمة الوضع سوءا.

كنا نسمع عن عقوق الأبناء للآباء قديماً ، لكن الشائع و المتفشي حالياً في مجتمعنا في الآونة الأخيرة من ظاهرة مايسمى عقوق الآباء للأبناء، في وقت يجب على الأهل زرع الحنان و القيم والأخلاق حتى يحصدوا نتائج مازرعوه فيهم فى كبرهم وعجزهم، شرط استجابة الأبناء لذلك.
ليس من باب التنظير وحسب، لكن على كل أب وأم أن يدركوا جيداً أن ما يزرعونه ويعملونه مع الأبناء في الصغر سوف يجدونه منهم عندما يكبرون في السن ويحتاجون لهم.

آخر الأخبار
توزيع ألبسة شتوية على مهجري السويداء في جمرين وغصم بدرعا   زيارة مفاجئة واعتذار وزير الصحة..  هل يعيدان رسم مستقبل القطاع؟   5 آلاف سلة غذائية وزّعها "الهلال  الأحمر" في القنيطرة آليات لتسهيل حركة السياحة بين الأردن وسوريا دمج الضباط المنشقين.. كيف تترجم الحكومة خطاب المصالحة إلى سياسات فعلية؟  قمة المناخ بين رمزية الفرات والأمازون.. ريف دمشق من تطوير البنية الصحية إلى تأهيل المدارس   زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي     تحسن ملحوظ في سوق قطع غيار السيارات بعد التحرير  "إكثار البذار " : تأمين بذار قمح عالي الجودة استعداداً للموسم الزراعي  دمشق تعلن انطلاق "العصر السوري الجديد"   من رماد الحرب إلى الأمل الأخضر.. سوريا تعود إلى العالم من بوابة المناخ   الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب"