نظرة واحدة في عيون الناس تكفي، لقراءة واستشفاف حجم المعاناة التي يعيشها السوريون على إثر الأوضاع المأساوية التي باتت تسيطر على كل تفاصيل حياتهم بسبب محدودية الخيارات والماديات التي يقابلها الارتفاع الجنوني المتواصل للأسعار نتيجة ظروف الحرب و الحصار والعقوبات الغربية والأميركية، وأيضاً بسبب الجشع والطمع الذي بات السمة والعلامة المميزة للبعض الكثير من تجارنا.
على هذا الإيقاع، إيقاع الوجع اليومي، ينسج السوريون أحلامهم وطموحاتهم بصنارة من أمل وخيوط من إرادة وإصرار على الصبر وتحدي كل الظروف التي تستهدف في أبعادها كسر طموحنا وقتل كل ما هو جميل فينا.
لن تغرقنا دوامات الجشع والحصار والعقوبات، لأننا بتنا نجيد الإبحار والغوص جيدا في كل الظروف والأجواء العاصفة، خصوصا بعد أن واجهنا طيلة السنوات الماضية كل طوفانات الإرهاب والموت التي حاولت إغراقنا دون رحمة.
ضمن هذا السياق يمكن القول إن منحة السيد الرئيس بشار الأسد بصرف مبلغ 75 ألف ليرة لكل العاملين والمتقاعدين والعسكريين، قد جاءت في وقتها المناسب تماما، خاصة ونحن على أبواب عيد الفطر المبارك الذي تفتح معه منافذ جديدة للمصاريف والمتطلبات والأعباء.
برغم هذا الظلام الدامس إلا أن النور الذي لا يزال وسيبقى يشع في داخلنا أكبر وأكثر سطوعاً من أي وقت مضى، خاصة عندما يتجلى هذا النور في شخص قائد حكيم.