ثورة أون لاين-علي نصر الله: تقلصت أعداد الدول المشاركة بالاجتماعات الملحقة باجتماعي تونس واسطنبول الى الحدود التي باتت تؤشر بوضوح أولا: الى ادراك بعض هذه الدول أنها بدأت تدخل زوايا العزلة الدولية ،
وثانيا: الى ادراك البعض الآخر ( من الدول المتآمرة ) فداحة الأخطاء التي ترتكبها التي ستؤدي بدورها الى نتائج قد لا تقوى على حملها أو احتمالها على جميع الصعد السياسية والاقتصادية.
اجتماع باريس يطرح أو يقدم دليلا أكيدا على تقدم أقطاب التآمر على سورية باتجاه العزلة الدولية كنتيجة حتمية للفشل الذي منيت به كل الخطوات السابقة ، واجتماع باريس الذي يريد جوبيه أن يوجه من خلاله رسالة قوية الى المجتمع الدولي يعتقد أنه لن يطول الوقت الذي سترتد فيه نتائجه عليه وعلى الاليزيه رسائل واستجوابات ونتائج سياسية قد تخرجه وساركوزي من الحياة السياسية الفرنسية .
الأمر ذاته ينسحب على أنقرة وغيرها ممن يرفع شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ، اذ لا يستوي بحال من الأحوال أن تلتقي كائنا من كنت على هذه الشعارات مع آل سعود ومشيخات الجهل والاستبداد والأمية في الخليج من دون أن تتعرض للمساءلة ، خصوصا عندما تفشل وتلحق بالشعب والأمة والحضارة المؤتمن عليها العار والخسائر.
الخسارة ، الفشل والهزيمة تكاد تتحقق تامة غير منقوصة ستظهر نتائجها من دون تأخير في كل استحقاق قادم محلي أو اقليمي أو دولي ، وأما مسألة العار فالتاريخ سيسأل ويسجل بغير رحمة ما اذا كانت باريس – وغيرها من عواصم القارة العجوز – معجبة بتجربة « سعودة الشعب » في بلاد نجد والحجاز ، وما اذا كان الالتقاء مع استبداد آل سعود يعني الموافقة على التجربة ، وما اذا كان بمقدورها أن تجد لها مكانا بين التجارب الديمقراطية ؟!.
خلاصة العهر السياسي هو ما تقوم به أنقرة وباريس ولندن وبرلين على أن واشنطن تبقى الرائد والمعلم الأول من غير منازع، ويبدو مستحيلا – وليس صعبا – أن تجد احدى هذه العواصم دفاعا سياسيا أو أخلاقيا ينزع عنها تهمة ممارسة العهر والعدوان والتنكر للقانون والمبادىء الانسانية وشرعة الأمم المتحدة .
نعترف لكل أقطاب المؤامرة ضد سورية قدرتهم على تدجين وتطويع امارات النفط ومشيخات الجهل والاستبداد لخدمة مصالحهم وأغراضهم الاستعمارية ، وقبلها لخدمة اسرائيل والصهيونية العالمية ، غير أننا نعدهم بالانكسار والحطام الذي سيواجهونه ، وندعوهم لتعلم دروس جديدة في الصمود والمقاومة والوطنية ، بل وفي السياسة والديمقراطية الحقيقية لا ديمقراطية «سعودة الشعب » … تابعونا ، راقبوا خطواتنا الواثقة .
ali.na_66@yahoo.com