ثورة اون لاين: دخلت الأزمة السورية منعطفاً خطراً وحاداً.. هكذا يروج بعض وزراء خارجية الغرب ويرددون وراء شقراء واشنطن التي سحرت بعض الأعراب و لا يكادون يتنفسون إلا بأمرها وعلمها و توجيهها وربما اختيار نوع الهواء أفرنسي هو أم عثماني أم.. نعم لا نخالفهم القول إن الأزمة دخلت منعطفاً خطراً و حاداً، بل سنزيد ونقول دخلت الأزمة منزلقاً.. ولكن أي أزمة..؟! أهي الأزمة السورية..؟!
بالتأكيد: لا إنها الأزمة الأخلاقية في العالم، أزمة من يدعون أنهم أصحاب الديمقراطية و الحرية.. أزمة المعايير المزدوجة والنفاق المفضوح لمن فقد بصره وبصيرته..
منذ عام و نيف و هم يمارسون كل أنواع الضغط المادي و المعنوي و يذهبون بعيداً في تضليلهم الإعلامي و السياسي و الأخلاقي لايكاد يجف حبر مؤتمر من مؤتمرات تآمرهم حتى يلتقوا من جديد.. و الحصيلة مزيد من فرض العقوبات، عقوبات يتذكرون أنهم لم يضعوها في القائمة فيعقد مؤتمر لإضافتها وتوسيع سابقاتها.. وهنا لنا أن نسأل: كيف لمن يدعي أنه يفعل ذلك من أجل الحرية و الديمقراطية و حماية الانسان.. أي حماية أهي حمايته من الحصول على رغيف خبز، ودواء، والتمتع بصحة جيدة و وضعه أمام مصيرين لا ثالث لهما: الأول الموت بوسائل الذبح والقتل المباشر، و هم الذين يدعمون من يمارسه بالمال و السلاح ويشنون نيابة عنه و له حملاتهم الإعلامية أم يريدون الفتك ببنية المجتمع بحيث تجتمع العوامل كافة لتدفع نحو المزيد من التخريب والتشتت و الضياع..
مؤتمر (أعداء سورية) في باريس بحث في المزيد من العقوبات، وتباهى المتآمرون بما فرضوه حتى الآن.. و طبعاً حسب ما قالوا كل ذلك في سبيل حرية الشعب السوري، وكرامته.. لكنهم تناسوا ما تنقله وتنشره و سائل إعلامهم هم وعن المجموعات الإرهابية نفسها، ألم تنقل دير شبيغل في تحقيق لها عن عمل هذه المجموعات قول أحدهم واعترافه أنه ذبح المئات من السوريين… نعم ذبحاً.. بالسكين، بالساطور، بالسيف، بأي وسيلة.. المهم إنه الذبح الحلال باسم الناتو والأعراب ماذا لو حدث ذلك في أي مكان من العالم..؟! الاعتراف هم نقلوه ونشروه، وماذا حدث؟! كأن الذين ذبحوا ليسوا بشراً أبداً، وهم بالتأكيد من وجهة نظرهم لا الذابح ولا المذبوح بشر، (فخار يكسّر بعضه) المهم أن تستمر المذبحة وتؤجج نار الموت أليس هؤلاء سيافي البشرية ؟ ألا يمارسون بحقنا حفلة إعدام..؟ ألسنا حطباً لأحقادهم..؟!
كيف لنا أن ننسى أو نسامح، أو أن نغفر لمن استباحوا دماءنا وأوطاننا.. كيف لنا ألا نشعر أن العالم دخل مأزقاً خطراً بانهياره الأخلاقي.. الأزمة السورية كشفت وعرت هذا الزيف فالعالم بلا مساحيق، بلا تجميل.. كلّ باد على حقيقته من أعرابنا إلى أبناء العم سام.. إلى حيث جلادو العالم قديماً و حديثاً.