أساطير روما…

ثورة أون لاين- يمن سليمان عباس: شكلت الأسطورة منجماً جمالياً للمبدعين بمختلف ألوانهم وأشكالهم وقد استلهموها بأروع الأعمال الأدبية والفنية والمسرحية والسينمائية… ولا نأتي بجديد إذا قلنا إن الأساطير تعددت حسب الحضارات التي نشأت فيها ومن هنا تنوعت الاستلهامات ولكن هذا لا يعني أنها لم تتشابك وتتآلف.
الجديد الذي نقف عنده اليوم هو "أساطير روما القديمة" كتاب من تأليف يولي سيركين وترجمة الدكتور هاشم حمادي, صدر الكتاب عن الهيئة العامة السورية للكتاب بدمشق.
المدينة الخالدة:
يشير المؤلف في مقدمة الكتاب إلى أن العالم يضم الكثير من المدن الشهيرة لكن واحدة منها فقط تحمل لقب "المدينة الخالدة" تلكم هي مدينة روما منذ عهد بعيد لم تعد الأرض تميد تحت وقع خطوات الفيالق الرومانية ولا تتردد خطب مشاهير الخطباء الرومان الحماسية, كما طوى الماضي نزاعات أبناء المدن والحروب الطاحنة بين الأسر العريقة وخفت الحماسة لأعمال الجلادين المثيرة لكن أوروبا الغربية لا تزال محافظة حتى اليوم على القول المأثور كل الطرق تقود إلى روما.
وفي موسكو لا يزال يوجد من يدعو إلى اعتبار العاصمة الروسية "روما الثالثة" على اعتبار بيزنطة "روما الثانية" فما الذي يجعل روما تحتل هذه المكانة في التاريخ العالمي وفي عقول أعداد كبيرة من الناس على اختلاف مشاربهم؟
تأسست روما كما تقول الأسطورة في 21 نيسان من عام 735 ق. م على يد ملكها الأول رومولوس على التلال الواقعة على الضفة اليسرى لنهر التيبر ولم تلبث هذه القرية الصغيرة نسبياً أن تحولت إلى مدينة وعمدت إلى إخضاع إيطاليا كلها وفي الوقت نفسه كان الصراع في المدينة على أشده بين مجموعتين من السكان الأولى تضم الأشراف أحفاد مؤسسي المدينة الأوائل والثانية تضم العوام الذين يعود ظهور أسلافهم في روما إلى وقت متأخر على ما يبدو, كان العوام يطالبون بالمساواة ويصرون على ذلك ولقد تمكنوا من تحقيق ذلك بعد صراع طويل ومرير وعلى الرغم من أن كلتا المجموعتين ظلتا قائمتين فيما بعد فإن الفروق بينهما قد امحت تقريبا وكانت هاتان المجموعتان تشكلان معاً "الشعب الروماني" أو مجموعة مواطني روما الذين كانوا يعبرون عن إرادتهم في الاجتماعات الشعبية.
كانت السلطة الفعلية في يد مجلس الشيوخ الروماني بينما كان الموظفون المعروفون باسم الماغيسترات المنتخبون في الاجتماعات الشعبية هم من يدير الأمور الجارية وعلى رأس الماغيسترات يأتي القنصلان اللذان ينتخبان سنوياً ومنذ منتصف القرن الثاني ق.م تقريباً أصبح القنصلان يباشران عملهما في الأول من كانون الثاني ومنذ ذلك الحين أصبح هذا التاريخ أول العام.
في هذه الأجواء نشأت الأساطير الرومانية وترعرعت وإن كنا لسنا قادرين على عرض الكثير منها لكننا سنقف عند بعضها وبشكل اعتباطي ونختار تقديم الآلهة الرومانية لأنها دائماً تمر مع القارئ.
جوبيتر
كان جوبيتر حاكم العالم كله باعتباره ملك الآلهة والناس في البداية, عبد كإله للنور السماوي ولذا كرس له وقت اكتمال القمر من كل شهر حين تضيء الشمس الكون كله نهاراً بينما يضيئه القمر ليلاً, ولقد اعتبرت هذه الأيام أعياداً عند الرومان وفيها تقدم الأضاحي لجوبيتر وكل ما يجري في السماء إنما يجري بمشيئته فهو من يرسل المطر ويقذف الصواعق ويرمي البروق ويعبر عن مشيئته بقصف الرعود وكان المكان الذي تضرب فيه الصاعقة يعتبر مقدساً, ولما كان المطر الذي يرسله جوبيتر يحيي الأرض ويمكنها من إعطاء المحاصيل فقد اعتبر إلهاً للقوة الخلاقة.
مينيرفا
وهي أحد أقانيم الثالوث الكابيتولي الروماني الذي يضم إلى جانبها كلاً من جوبيتر وجونون وجميعهم يعتبرون الحافظين لروما ولقد أولى الرومان مينيرفا كل التقدير فبنوا لها المعابد الخاصة وكانت تشاطر جوبيتر وجونون المعبد الكابيتولي وإذا كان جوبيتر حامي الرجولة وجونون حامية الأنوثة فإن مينيرفا هي حامية الشباب لكن هذه الربة لم تلبث أن حصلت على وظائف أخرى فأصبحت حامية لأشغال الإبرة وحياكة القماش وصباغة وتنظيف الثياب من البقع كما رعت بناء البيوت والمراكب وشي الأواني وصنع السلاح ومساعدة الموسيقيين والرسامين والنحاتين والشعراء والأطباء.
ساتورن ولوا
يعد ساتورن (زحل) من أقدم وأهم آلهة الزراعة وفي الأزمنة الغابرة كان ذا شهرة واسعة في إيطاليا.
ففي تلك الآونة كان الجميع متساوين إنه العصر الذهبي الذي يشعر الرومان بالحنين إليه ويقدرون ساتورن تقديراً كبيراً ويعتبرون أنفسهم من أحفاده وخاصة المزارعون منهم فساتورن هو بالدرجة الأولى إله المزروعات ويصادف عيده الأكبر لدى الرومان في منتصف كانون الأول أي بعد زراعة الحبوب الشتوية وكان ساتورن يرعى زراعة الكرمة ويسهر على سلامة الأنشطة الزراعية بأنواعها.
– بطاقة:
– أساطير روما
– تأليف: يولي سيركين
– ترجمة د. هاشم حمادي
– الناشر: الهيئة العامة للكتاب- دمشق
 

آخر الأخبار
جهود مضنية لاحتواء حرائق غابات في جبل التركمان والفرنلق حرائق الساحل.. ترميمها يحتاج لاستراتيجية بيئية اقتصادية اجتماعية خطة طموحة لتحسين خدمات المستشفى الوطني الجامعي.. استشارات وحجز مواعيد وتفاعل مع المرضى والمواطنين بك... أريحا بتستاهل.. مبادرة تطوعية تؤهل أكبر حدائق المدينة أطفال الشوارع.. براءة مهدورة.. انعكاس لأزمة مجتمعية وتجارة يستثمرها البعض  تمديد فترة استلام محصول القمح في ديرالزور استئناف استلام محصول التبغ في حماة إنهاء التشوهات في سعرالصرف يتطلب معالجة جذرية  التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين