الثورة – وكالات – حرر التقرير الإخباري منهل إبراهيم
تقاعد رئيس كوريا الجنوبية يبعث الدفء في العلاقات مع بيونغ يانغ، وهذا أمر لاشك سيقلق ويعكر المزاج الأمريكي، حيث أكد المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية أن الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن، والزعيم الكوري الديمقراطي كيم جونغ أون تبادلا رسائل بمناسبة تقاعده.
وفي عودة للتاريخ نقرأ أنه في عام 2018 أنهى اتفاق تاريخي 65 سنة من “الحرب الباردة” بين الكوريتين، واليوم يبعث تقاعد رئيس كوريا الجنوبية الدفء في العلاقات مع الشمال، وهذا ما يزعج واشنطن التي تعمل منذ عقود على سياسة فرق تسد بين الكوريتين.
كوريا الديمقراطية ترى أن الولايات المتحدة “مصممة على تنفيذ مخططاتها العدوانية” ضدها بالرغم من اتفاقات عديدة توصل إليها الطرفان بشأن ملفات عديدة من بينها التفاوض بشأن ملف بيونغ يانغ النووي، وأكدت مراراً وتكراراً في أروقة الأمم المتحدة بأن الولايات المتحدة “مهووسة بالعقوبات.
ولم تتوقف بيونغ يانع عن التنديد بالسياسة الخارجية الأميركية، حتى قبل اللقاء الذي وصف بالتاريخي والذي جمع بين زعيم كوريا الديمقراطية كيم جونغ أوون مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في المنطقة منزوعة السلاح المحصنة التي تفصل بين الكوريتين الشمالية والجنوبية.
يذكر أن ترامب كان أول رئيس أمريكي تطأ قدماه أرض كوريا الديمقراطية، وبعد محادثات استمرت لساعة تقريباً، اتفق الرئيسان على تشكيل فرق متخصصة لاستئناف المفاوضات المتعطلة بشأن نزع أسلحة بيونغ يانغ النووية.
ولكن ما لبثت أن تغيّرت نبرة الحوار وعادت إلى الوراء إلى الحقبة التي كان فيها الجانبان يتبادلان التصريحات النارية الغاضبة التي أفسدت العلاقات، وهو ما يحصل الآن بين بيونغ يانغ وواشنطن في فترة جو بايدن الرئاسية.
واشنطن باستمرار تسعى لجعل الكوريتين في حالة عداء مستمرة، وهو أمر تعيه بيونغ يانغ التي تتهم الولايات المتحدة بمحاولة “تقويض مناخ السلم” في شبه الجزيرة الكورية.
وكانت وكالة الأنباء المركزية الكورية الديمقراطية قد أعلنت في وقت سابق أن الزعيم كيم جونغ أون تلقى رسالة خطية من الرئيس مون يوم 20 نيسان، وبعث برسالة رد إلى مون جيه إن في اليوم التالي.
وأشارت الوكالة الكورية إلى أن الرئيس مون تطرق في رسالته إلى الجهود المبذولة لزعيمي الكوريتين للسلام في شبه الجزيرة الكورية والتعاون بين الكوريتين في ظل الأوضاع الصعبة، معرباً عن نيته في دعمه لجعل الإعلانات المشتركة بين الكوريتين أساساً لإعادة التوحيد حتى بعد تقاعده.
بدوره أعرب زعيم كوريا الديمقراطية عن تقديره لما فعله الرئيس مون من أجل “قضية الأمة العظيمة حتى اللحظة الأخيرة من ولايته”.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن الزعيمين اتفقا في الرأي على أن العلاقات الثنائية بين الكوريتين ستتحسن وتتطور بما يتماشى مع تطلعات وتوقعات الشعبين، إذا بذل الجانبان جهوداً لا تكل، فيما وصفت تبادل الرسائل بين قائدي الكوريتين بأنه تعبير عن ثقتهما العميقة.
ولفتت وكالة أنباء “يونهاب” إلى أن الزعيمين كانا “يتبادلان الرسائل من وقت لآخر منذ أن بعث الزعيم كيم برسالة دعا فيها مون إلى زيارة بيونغ يانغ عبر شقيقته الصغرى كيم يو جونغ عند زيارتها إلى المكتب الرئاسي في سيئول، في شباط عام 2018”.
يشار إلى أن فترة ولاية رئيس كوريا الجنوبية مون جيه إن، تمتد لـ 5 سنوات، ومن المقرر أن تنتهي يوم 9 أيار القادم.