ثقافة عمل الأمر الواقع ..

الثورة – محمود ديبو:
كثيرة هي الأقوال والتصريحات والتأكيدات المعبرة عن اهتمامها بالعامل في مختلف مواقع العمل ودوره الرائد في تحقيق النهوض بالإنتاج والوصول إلى قيم مضافة يحققها الاقتصاد عبر جهد العامل وعرقه والتصاقه بعمله وإخلاصه له.
ولأننا نعيش مناسبة عيد العمال الذي يصادف غداً الأول من أيار سنجد الكثير ممن يدبج الخطابات والكلمات الرائعة بحق العامل الذي لا يكل ولا يمل ويواجه الصعوبات في عمله، ويقدم جهده وعرقه في سبيل استمرار عمليات الإنتاج وعبر احتفالات سيشار إلى أن كل تطور وتقدم يكون العامل هو أسه وأساسه، وبدونه لا تتحقق أي من الأهداف المرسومة والخطط المعلنة، ولعل كل ما سيقال بمناسبة عيد العمال هو حقيقة مؤكدة لا يمكن لأحد أن ينكرها، ولا أن يتغافل عنها، لكن المؤسف حقاً أن هذا الكلام لا يقال إلا بمناسبة تجديد ذكرى (عيد العمال) فنتذكر العامل ونشد على أيديه بالكلمات ونؤكد الحرص على تحسين مستوى معيشته ورفع كفاءته ومهارته والوقوف إلى جانبه وغير ذلك..
لكن باقي أيام السنة تنحسر تلك الاهتمامات (الشكلية) ليعود إلى ما يواجهه من معاناة ومتاعب سواء داخل المنشأة التي يعمل بها أو في حياته المعيشية اليومية، وكأن شيئاً لم يكن، بعد أن تتبخر كل تلك الكلمات الطيبة بحقه وكل ما دبج من أقوال..
إن أولى المعادلات التي يجب أن يسعى الجميع لتحقيقها من معنيين وأصحاب قرار بهذه المناسبة أن يتم العمل للوصول إلى عتبة يتساوى فيها أجر العامل مع حجم الجهد والتعب الذي يبذله في مواقع العمل، بما يضمن له عيشة كريمة ويوفر لأسرته وأبنائه سبل العيش المناسب من تعليم وغذاء وكساء وطبابة لا تقل مستوى عن باقي الفئات في المجتمع.
فالعامل لا يمتلك سوى جهده وعرقه، وهو يحصل على أجر مقابل هذا الجهد والعمل والوقت الذي يمضيه في مواقع العمل، لذلك يستحق أن يعيش بمستوى يليق بما يقدمه من جهد يحصد نتائجه أصحاب العمل سواء كانوا جهات حكومية أو خاصة، وبالتالي فإن أي نجاح يتحقق وفوائد تعود هي بالأساس جاءت من العامل وبالتالي هو شريك بهذا النجاح ويستحق أن يحظى بنسبة مما يتحقق من قيمة مضافة هو مصدرها الأساس.
إن من أكثر عوامل ضمان استقرار العمل وتحقيق نجاحات مستمرة في المنشأة أو المعمل أو المؤسسة هو مدى رضا العامل عن بيئة عمله، فكلما استطاع العامل أن يحقق ذاته في عمله كلما كان قادراً على العطاء بكل حب وأمانة وإخلاص، وهذا يحتاج إلى تحفيز دائم ومستمر وتحقيق عدالة في الأجر بما يوازي جهده المبذول..
وعلى العموم نجد اليوم أن المشكلة الأولى التي يواجهها العامل في مختلف القطاعات هي مشكلة الدخل الضعيف والذي لا يمكن العامل من توفير 10 – 20% من مستلزمات المعيشة الأساسية لأسرته وأبنائه، وبالتالي هذه الفجوة في الدخل تحتاج إلى ردم وتسوية بما يعيد للعامل حقه ليعيش حياة كريمة كباقي فئات المجتمع الذين بعضهم يحقق أرباحا طائلة من عرق هؤلاء وتبعهم وجهدهم المبذول..
إن استغلال البعض لحاجة الناس للعامل قادت إلى تراجع واضح بمستوى الأجور، الأمر الذي أدى إلى نتائج ظهرت من خلالها مشكلة النقص في عدد العمال وخاصة في بعض شركات القطاع العام الصناعي وحتى الخدمي وغيره، وحصل تسرب واضح وهجرة إلى بعض جهات القطاع الخاص، وإلى أعمال حرة خاصة لا يكون فيها جهد العامل مرهوناً لمزاجية صاحب العمل أو تحكمه أو استغلاله..
اليوم نشهد تبدلاً واضحاً في ثقافة العمل في ضوء تراجع مستويات الأجور عموماً وعدم تناسبها مع أسعار المنتجات والسلع في الأسواق المحلية، ونلمس حالة من عدم الرغبة بالعمل في عدد من المجالات، سواء العامة أو الخاصة نتيجة لذلك، فالدخل هو المحرك الأساسي وهو المؤثر في قرار العامل الذي يختار من خلاله جهة العمل التي سيعمل بها..
تغير ثقافة العمل اليوم قد تفضي إلى مزيد من الحاجة لليد العاملة في قطاعات على حساب قطاعات أخرى، إنها ثقافة عمل الأمر الواقع، وهي ثقافة جديدة، وعندها لن يفيد كل المخرجات والتوصيات التي تتحدث عنها مراصد العمل في اتحاد العمال وفي وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل..فالواقع هو الذي يفرض إيقاعه في هذا المجال ولن تستطيع بعض التوصيات التي تعد مسبقاً من حين لآخر أن تؤثر طالما أنها لا تجد من يسعى لتحقيقها وتوظيفها في خدمة سوق العمل..!!!

آخر الأخبار
New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق The national interest: بعد سقوط الأسد.. إعادة نظر بالعقوبات على سوريا بلدية "ضاحية 8 آذار" تستمع لمطالب المواطنين "صحافة بلا قيود".. ندوة لإعداد صحفي المستقبل "الغارديان": بعد رحيل الديكتاتور.. السوريون المنفيون يأملون بمستقبل واعد باحث اقتصادي لـ"الثورة": إلغاء الجمرك ينشط حركة التجارة مساعدات إغاثية لأهالي دمشق من الهلال التركي.. السفير كوراوغلو: سندعم جارتنا سوريا خطوات في "العربية لصناعة الإسمنت" بحلب للعمل بكامل طاقته الإنتاجية الشرع والشيباني يستقبلان في قصر الشعب بدمشق وزير الخارجية البحريني عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي مدير أعلاف القنيطرة لـ"الثورة": دورة علفية إسعافية بمقنن مدعوم التكاتف للنهوض بالوطن.. في بيان لأبناء دير الزور بجديدة عرطوز وغرفة العمليات تثمِّن المبادرة مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا