الثورة _ فادية مجد :
رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها السوريون ، ولهيب الأسعار الذي عم كل شيء ، يصر مواطنونا في كل مكان على التحضير لعيد الفطر السعيد ، كل حسب إمكانياته ، فالعيد أيام بهجة افتقدها اغلب ذوي الدخل المحدود ، ولهذا تراهم يودعون شهر رمضان الفضيل ويستعدون لاستقبال أيام العيد بشوق عارم وبقلوب ملأى بالحب الذي جبلوا عليه ، وبالأمل بقادم يحمل انفراجات على كافة الأصعدة .
وخلال جولتنا في أسواق مدينة طرطوس ، ازدحمت المحال والأرصفة بالمتسوقين ، رغم غلاء الأسعار ، و مع هذا السوريون يعرفون كيف يسعدون عوائلهم وأطفالهم وأنفسهم ، فمن لايقدر على الشراء من المحال التجارية ، كانت محال البالة مقصده ، ولو بشراء قميص أو بنطال ، المهم هناك قطعة جديدة مع قطعة من السنة الماضية أو ربما التي قبلها .
سيدة تحمل أكياساً ، بادلتنا الابتسامة وردت على تحيتنا وقالت : اشتريت حذاء رياضياً لابني من البالة ، ولابنتي بلوزة حمراء ، سيفرحان بما اشتريت ، وسوف أنسقهما مع ثياب لهما من العام الماضي ، وهكذا لا أحرمهما سعادة أن يعيدوا بثياب جديدة ، فالعيد لهم ، وعيدنا نحن يكون برؤية أولادنا فرحين .
نعم هذه هي المرأة السورية المدبرة المتفانية والتي أثبتت خلال الظروف المعيشية الصعبة ، كيف تساند زوجها ، تعمل ، تكافح ، تهرب من الغلاء ، وبيديها تعجن مالذ وطاب من أقراص العيد ، كمية تكفيها لتصنع الفرح على وجوه أطفال لايعرفون من العيد إلا أقراصه ومعموله ، ولا بأس من مشوار في أحضان الطبيعة والابتعاد عن صخب المدينة ، ولو مشاركة مع أهلها وجيرانها .. المهم الترويح عن النفس وقضاء إجازة قصيرة بعيدا عن ضغوطات الحياة وأزماتها .
نعم كل يخطط لأيام العيد حسب إمكانياته المادية ، لايهم الفقير ماذا يملك ، المهم أن فرحة العيد لابد منها
وكلما كانت بسيطة كم تكون مبهجة .