الثورة – رشا سلوم:
يقول علماء الآثار والباحثون في التاريخ أن أكبر متحف في العالم هو سورية لأنها متحف في الهواء الطلق فتحت كل حجر وحبة تراب ورمل وكل زاوية حكاية موقع أثري وقصة مدينة أو قرية.
وما تم الكشف عنه حتى الآن ليس إلا جزءاً صغيراً جداً من هذا المتحف الحضاري..
عشرة آلاف موقع وأكثر هي حصيلة ليست قليلة لكنها لا تعني إلا البدايات في معرفة أغوار التاريخ السوري وحضارته..
كتاب تاريخ سورية القديم وآثارها وحضارتها لمؤلفه الدكتور عيد مرعي، والصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب، ويقع في أكثر من ٧٠٠ صفحة من القطع الكبير..
يعد هذا الكتاب سفراً في رصد وتقديم قراءات حديثة معمقة، فيما تم اكتشافه من مواقع اثارية، ويحلل حضارتها ويقرأ تاريخها الثقافي والفكري والعسكري والاجتماعي، ويمضي ليرسم ملامح العطاء الحضاري الذي قدمته سورية..
كل ذلك بأسلوب علمي رصين وسلس يشكل مرجعاً مهماً للطالب والباحث و القارىء العادي.
يبحث الكتاب في تاريخ سورية الطبيعية القديم منذ عصور ما قبل الكتابة حتى العصر السلوقي معتمداً على الآثار والكتابات القديمة المكتشفة داخل الجغرافية السورية، وفي المناطق المجاورة لها.
وهي تعطي معلومات عن مختلف جوانب حياة سكان سورية القديمة الذين برعوا في تحقيق إنجازات حضارية مثل اكتشاف الزراعة وصناعة الفخار وبناء المدن الأولى وابتكار الكتابة الأبجدية، ووضع تصورات عن كيفية نشوء الكون، واكتشاف مناطق بعيدة، ومعرفة الفنون المختلفة من نحت ورسم وتزيين.
ويتجلى ذلك بوضوح في آثار المدن والمواقع الأثرية العريقة التي أشهرها ابلا وماري وأوغاريت وقطنا وأريحا… وغيرها وهو ما يجعلنا نطلق عليها بحق لقب قلب العالم القديم.
السابق
التالي