ليست المرة الأولى التي سأتطرق فيها لدور وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام بالفترة الحالية وربما هذا التكرار عادي وبحسب وجهة نظري الشخصية يعود للخلل المستمر في دور تلك الوسائل والذي ما زال يؤثر على مجريات الأمور، وعوضاً عن تشكيل الرأي العام أصبح يجيش الرأي العام بشكل سلبي.
البعض ربما لن يعجبه هذا الطرح ونحن حقيقة كإعلام معنيون في هذا الخلل من خلال أن وسائل الإعلام التقليدية والوطنية يجب أن تأخذ دورها بشكل أكبر من خلال إيصال الصوت ونشر المعلومات الدقيقة بسرعة ومعالجة مختلف القضايا كي لا تترك المجال للبعض ليفسروا على هواهم ويدسوا على وسائل التواصل.
إن ما يحدث اليوم يجب ألا يستمر خاصة أن الخسائر جراء هذا الخلل تزداد يومياً والجميع شاهد الحملة الشرسة التي شهدها مسلسل كسر عضم والذي عرض في شهر رمضان الكريم وأنا لن أتعرض للمسلسل لأنني لم أشاهده صراحة ولكن ما أثار حفيظتي الهجوم الكبير الذي تعرضت له وزارة الإعلام السورية علماً أنها ليست الجهة المعنية بإنتاج المسلسل إنما هي جهة تتبع لها الرقابة على مضمون المسلسل والمشكلة أن الهجوم على العمل بدأ وبشدة قبل الانتهاء من عرضه كاملاً وهذا شيء بعيد عن المهنية فالنقد البناء لأي عمل فني يجب أن يكون بعد إنتهاء عرض العمل ومن قبل أشخاص مؤهلين مهنياً ولديهم المقدرة والخبرة ولكن وكما هي العادة يبدأ النقد عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل جهات افتراضية لا ندري إن كانت مؤهلة أم لا أو بمعنى أصح يحق لها أن تمارس هذا الدور في وقت يمارس فيه يومياً دس السم بالعسل عبر وسائل التواصل الاجتماعي من الخارج بشكل منظم ومدروس حتى أن جوقة النقد لم تلحظ الإشارات العديدة التي تضمنها العمل ولا تخفى عن أصحاب الخبرة والاختصاص وتشير أن العمل وطني بامتياز ولا يدعو إلى استهداف هيبة الدولة ومؤسساتها العريقة.
الزميل كنان محمد الإعلامي المعروف نقل لي من نقاش دار بينه وبين أحد الفنانين الأجانب في الخارج مضمونه أن الدراما والفن عموماً يجب أن يوصل رسالة أن الحق يجب أن ينتصر مؤخراً ورموز الدولة يجب أن يتم تناولها في أي شكل وطريقة والقصة لا علاقة لها بحرية الرأي وغيرها من المصطلحات التي بدأنا نسمع عنها في سنوات الحرب على سورية.
أعتقد أنه يتوجب علينا كسوريين خاصةً طبقة المثقفين وأصحاب الرأي ألا نسمح لأحد بالاصطياد بالماء العكر وأن نتصدر المشهد وننزع فتيل أي محاولة رخيصة لتجييش الرأي العام من قبل جوقة المطبلين والمخونين.
السابق