الملحق الثقافي: ديب علي حسن :
إذا كانت الدراما ملهاة أو مأساة وما بينهما ..فهل يمكن أن نسمي الكل ببعض من أجزائه ونقول لقد غدت الدراما ملهاة بمعناها السلبي لا الإبداعي الحقيقي من حيث الجوهر..
الدراما صناعة ثقافية عمودها الفقري المال نعم المال أن تصرف عليها بسخاء على النص والإخراج وما بينهما لابد من ذلك حتى تصل إلى الناتج الذي تريده ..
لابد من إتقان الصناعة هذه بكل مكوناتها ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل بقيت هذه الصناعة متقنة ..؟ .
لايمكن التعميم فكما بكل ألوان وصنوف السلع ثمة ما هو تجاري في الاقتصاد والثقافة والإبداع فالدراما لا تخرج عن هذه الدائرة بل ربما تكون أكثر السلع تجارة هذا ليس اتهاماً بل واقع نراه ونلمسه وقد تورطت الدراما بما يسمى السلعة حسب الطلب والطلب مدفوع ..
غدت الكثير من ألوانها تجارة تبحث عن مستهلك وليس أي مستهلك إنما صاحب المحفظة التي تدفع أكثر..
هذا الانزياح إلى سطوة المال جر الموبقات إليها وأوقعها في شباك الاستهلاكي فلم تقف عند حدود ما ..غدا حصاد المال الغاية والهدف حتى على حساب الوطني.
وفي الموسم الدرامي الأخير الذي شاهدنا بعضه لم يكن النتاج خارج إطار العرض والطلب ولكنه طلب من يدفع ..وربما على مبدأ ادفع كما أريد أنتج لك ما تشتهي ولا يهم ما بقي المهم ما في المحفظة.
وبكل الأحوال السمة الغالية اليوم على الكثير من ألوان الإبداع رواية شعراً موسيقا مسرحاً تشكيلاً هي التسليع والحجج حاضرة أنه كما يدعون التجديد أو هكذا يتطلب إيقاع العصر السريع ناسين متناسين أن هذا الإيقاع الاستهلاكي أو ما يأكل صانعيه ويحولهم إلى مجرد ثرثرة سريعة لا تقوى على البقاء بوجه هبة صغيرة وهي في سلم الإنتاج مجرد هشيم عابر تأكله نيران اليومي.
التاريخ:الثلاثاء10-5-2022
رقم العدد :1094