خطوات أساسية لسلوك الطفل الإيجابي

الثورة- أيمن الحرفي:
يبقى الطفل هو الشغل الشاغل والمحرك للمشاعر والدافع لبنائه بناء سليما ، و هذه الخطوة هي الهم الأكبر للعديد من الأسر. ولكن لو استبدلنا هذه الهموم بوضع أسس وقواعد و أهداف لحياتهم مع هذا الكائن لحولوا الهم إلى نجاح .واي نجاح مع هذا الذي نراه يكبر أمام أعيننا و نحن نفخر ونفاخر به يوما بعد يوم بفضل العقلانية والأسس مع الأهداف التي وضعناها معتمدين على تجارب الآخرين ونظريات التربية الحديثة .
فالطفل يحتاج إلى جو أسري منظم وأن الأساس في الطفل المعافى هو أن يكون نتاج أسرة سعيدة متفاهمة تعرف واجباتها وهؤلاء في مرحلة الطفولة الأولى بحاجة إلى التزود بالخبرات المباشرة حيث تؤكد أبحاث الدماغ أن العلاقة الأولية الصحية بين الطفل وأسرته تكون نظاماً من الحالات الانفعالية التفاعلية المميزة تعمل على تحريك الخلايا العصبية الدماغية نتيجة التفاعل والعلاقة الصحيحة المقرونة بالمتابعة والمراقبة تفرزها وتنشطها وتنميها.‏
ولقد كانت خلاصة تجارب علماء النفس والتربية تتكون من مبادئ أساسية لخلق الشخصية الإنسانية الناجحة و الإيجابية و العظيمة ومن أهم هؤلاء العلماء ( الفريد أدلير ) و تلميذه ( دريكرز) و ( جين نيلسن ) منطلقين من نقطة هامة هي ( أن من أهم الأهداف الإنسانية هو الشعور بالانتماء و التأثير ) واستندت جين نيلسن في أبحاثها إلى هذه المقولة فألفت العديد من الكتب في التربية الإيجابية تتلخص بعدة مهارات يجب أن يكتسبها الطفل و هي الفاعلية في العلاقات والتأثير في الحياة و الانضباط الذاتي والقدرة على التحكم في النفس و فهم المشاعر الشخصية و بالتالي إيقاد المشاعر الإيجابية و استبعاد المشاعر السلبية.
وأول هذه المبادئ الاحترام المتبادل بين الآباء والأبناء ضمن إطار الحزم واللطف، والطفل بفطرته يتجه لاحترام البيئة التي تحكمها القوانين والضوابط و المبادئ الواضحة. فينشأ الطفل في جو يحكمه الحزم باحترام الكبار و احترام متطلبات الحياة بما فيها من مواقف و تجارب، ويرى هذا الطفل اللطف من والديه باحترام احتياجاته و رغباته.
حيث يميل الأطفال إلى احترام ذويهم عندما يشاهدون ثقافة الاعتذار موجودة في هذه البيئة فهي ترسخ فكرة الطفل الفاعل في المعادلة لا مجرد مفعول به ويشعره بالتالي بواجبه بالاعتذار عن الخطأ حين يفعله، إن أهم ما يعزز ذلك هو مقولة : ” أنا أحبك و لكن لا ” و هذا رد على رغبة الطفل في فعل تصرف لا يليق بالمصلحة العامة.
ثاني هذه المبادئ و هي هامة جدا وتحتاج لثقافة تربوية ودراية وتدريب وبحث وتقص للنجاح فيها و هي (فهم عالم الطفل) في سنوات عمره الأولى، وعلى الآباء معرفة العناوين الكبرى لسنوات عمر طفلهم، فالطفل ذو السنة ليس فوضوياً و لكنه يرضي شغفه لاكتشاف العالم من حوله، و الطفل ذو العامين ليس عنيدا و لكنه يبحث عن الاستقلال ، و طفل الرابعة ليس كاذبا ولكنه يعيش مرحلة الخيال ، إن معرفة مراحل تطور الطفل النفسية والبدنية تؤهلك لتجنب الكثير من المشاكل والصعوبات معه ، فكل مرحلة لها حساسيتها ومتطلباتها وأسلوب العلاج المناسب لها.
وبالتالي لا يمكن أن نبني الطفل السوي و الإيجابي إلا بالانصات الفعال و لبناء هذا التواصل لابد من التمتع بقواعد أساسية هي الاستماع الجيد و إظهار التعاطف بتعبيران الوجه و نبرات الصوت مع مشاركة الطفل أحاسيسه و مشاعره وأفكاره و من الكلمات و العبارات الإيجابية التي أثبتت نجاعتها (يبدو أنك شعرت بالظلم) … ومن الضروري خلق الدافع عند الطفل لحل مشاكله و إيجاد الحلول لها من نفسه لا من والديه و ذلك بطريق غير مباشر عن طريق الأسئلة كأن تقول له : (هل ترى أن الغضب حل لمشكلتك ؟ كيف تحب أن تواجه تلك المشكلة في المرة القادمة ؟) هذه الأسئلة تجعل الطفل يدرك أبعاد الموقف و ضرورة إيجاد الحلول الأنسب للمشكلات ، ويتعزز ذلك بالتشجيع بدلا من المدح فالتشجيع هو من أحد أساليب التربية والتوجيه القيمة جداً، فالتشجيع للفعل الحسن هو المطلوب و ليس المدح ، مع استخدام عبارات محفزة كأن تقول: (لقد أصبحت ماهرا في حل هذه المشكلة) لا أن تقول له : (انت عبقري). تقول جان نيلسن: ” إن الطفل سيىء السلوك هو طفل ينقصه التشجيع ” ولا بد من تقدير أفكاره وشكره على مجهوداته ضمن اجتماعات الأسرة الدورية و الاجتماعات الخاصة مع الطفل ، أن هذه البيئة الإيجابية ينتج عنها تعليم الطفل مهارات الحياة الاجتماعية لبناء شخصية سوية و فعالة .
في حين تتحكم لدى بعض الأطفال السلوكيات السيئة و الأفكار الداخلية عن هذا السلوك فرد الفعل الغاضب الدائم من الطفل يكون سببه الشعور بالإحباط الناتج عن انتقاد الطفل الدائم من أبويه فيرغب عندها في إظهار شخصية قوية تخبىء خلفها شخصية هشة ضعيفة فاقدة للأمان .

ولعل بعض الأهل يلجأ إلى العقاب كنوع من طرق التهذيب و لكن الخطأ هو المبالغة بالعقاب دون حساب النتائج، فالأفضل أن نجعل لكل تصرف خاطئ عاقبة تتناسب معه و هي بمثابة نتيجة مباشرة و منطقية له ، كأن تكون عاقبة إساءة الاستخدام للألعاب هو اللجوء لكسرها، لكن الأفضل استبدال هذا العقاب أي الكسر باستبعاد هذه اللعبة و نحن نخبره إنها متاحة له حين يستطيع استخدامها جيدا و بالوقت المحدد لها ، بدلا من العقاب البدني أو اللفظي أو النفسي ، كالتجاهل و الإهمال أو وضع الطفل في ركن العقاب ، كل هذه الطرق تفاقم الأمور و تنتج شخصية هشة مشوهة أو متمردة ترغب بالانتقام ، و كلها ،نتائج سلبية لها أثرها الهدام.
أما اسلوب العقاب العقلاني المعتمد على تفسير منطقي فهو يجعل اعتراض الطفل عليها اعتراضا مؤقتا يتبعه قناعة بأن هذا التصرف من والديه كان حكيما وعادلا . كذلك ينصح علماء النفس بالتركيز على الحلول بدلا من اللوم فالطفل عندما يخطئ يشعر بالذنب والعجز و لومك له سيزيد داخله هذا الشعور و يبتعد عن التصرف الصحيح في المرات القادمة . فالطفل ينتظر منك إشراكه في حلول و مقترحات لمشاكله مما يعزز لديه مهارات حل المشاكل ويرفع مقدار الثقة لديه ، وأسوأ ما يمكن أن يفعله الآباء هو قولبة أطفالهم بصفات قد تصبح لصيقة بهم مع تكرارها مع كل خطأ كأن يقولا له : “أنت فاشل ،انت مهمل ، أنت عديم الفائدة، أنت لا تحسن التصرف”
و أخيرا لا بد أن نعرف أن التربية السليمة هي مصنع الرجال.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة